كل ما يُنشَر في الصحيفة هو مسؤولية رئيس التحرير، ورغم التفويض التراتيبي لمدير التحرير ثم المحرر العام فمديري الإدارات ورؤساء الأقسام إلا أن الجميع يفترض في رئيس التحرير أنّه يعرف كل شيء.. كل شيء خاصة إذا كان غامضاً مثلما يحدث في باب (بيت الأسرار) الذي وجد شهرة واسعة وأصبح البعض من المسؤولين يبحث فيه مرتين.. الأولى عن نفسه والثانية عن الآخرين ويبحث الآخرون من القراء عن المقصود في تلك المساحة. صديقنا الدكتور عمر درمة.. أو (د. د) - د. درمة - التي ينطقها زملاؤه دائماً (دال .. دال) كان هدفاً لراصد بيت الأسرار قبل يومين، وقد فوجئت بالخبر المنشور عنه في لحظة تجهيز الصفحة للطباعة لأن بيت الأسرار يُشارك في تحريره كل الصحفيين في «آخر لحظة» وسعدتُ أن قرأت خبراً عن صديقي الدكتور درمة عميد كلية الفنون الجميلة وبيننا زمالة وصداقة قديمة ممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً.. ولم يصمت الدكتور درمة.. بل سارع بالرد.. وها أنا أفسح له المجال والمكان طائعاً مختاراً، وأخالف العرف الصحفي بأن أضع صورته داخل زاوية يومية راتبة لا يكتبها.. لكن للضرورة أحكام.. والضرورات تُبيح المحظورات.. فالدكتور درمة لا يكتب كل يوم. **** الأخ/ الزميل والصديق العزيز مصطفى أبو العزائم أولاً أسمح لي أن أهنئك بالمستوى المتميز لصحيفتكم الغراء (آخر لحظة) والتي ومنذ صدورها وهي في تطور مستمر لا يملها قارئ.. كيف لا والقائمون على أمرها هم خريجو مدرسة الأيام.. المرحوم حسن ساتي وشخصك الكريم، وكلنا تخرجنا في تلك المدرسة والتي عشنا فيها أياماً لا تنسى، من هيئة تحرير وقسم رياضة، ومكتب فني، وسكرتارية، أيام أبطالها (محي الدين تيتاوي)، عمر يوسف عمر- أحمد البلال الطيب- عمرابي- محمد لطيف- عيسى الحلو- عثمان عابدين- هاشم كرار- زين العابدين محمد محمود ، يس محمد عثمان ، الدرديري محمد أحمد ، ناهد يحيى السراج- المرحوم حسن الرضي- المرحوم عمر عبد التام- الصحفي الرياضي الرقم ميرغني أبو شنب.. وبقية الكوكبة.. وأرجو المعذرة لمن لم يرد اسمه. أخي مصطفى.. لماذا نجحت كل الصحف التي يقوم على أمرها من تخرّج في مدرسة الأيام؟ (مصطفى أبو العزائم) (آخر لحظة) (أخبار اليوم) أحمد البلال الطيب -محمد لطيف- (الأخبار) فتح الرحمن النحّاس- (الشاهد)، أعتقد أن هذا السؤال إجابته معروفة.. ما دعاني للكتابة ما قرأته بصحيفة آخر لحظة عدد الخميس 3 / فبراير 2011م العدد رقم 1509 في بيت الأسرار عن حزني لعدم تقدير بعض الصحف لما أنجزته لها من تراويس.. فأنا والله كل همي أن تكون صحفنا في السودان لا تقل عن بقية الصحف العربية من ناحية الإخراج ، الخطوط ، التصميم والتنفيذ الطباعي .. ولا يرضيني أن أرى صحيفة تحمل شعاراً (لوقو) قبيحاً فبحكم تخصصي أنزعج كثيراً لذلك. أخي مصطفى.. ما ذكر في بيت الأسرار صحيح، فالصحيفة الأولى جاءني رئيس تحريرها بمكتبي وطلب مني تصميم ترويسة ذات مستوى عالٍ.. فقمت بذلك خير قيام.. وهي الآن تحمل ترويسة تضاهي الصحف العالمية.. وبعد ذلك .. « لا خبر» ..! وكنت أسأل وأجد وعوداً فقط.. ومرات يكون الرد الضائقة المالية.. ولكن عندما ترى ما صرف على الاحتفال بمرور عام على تلك الصحيفة تستغرب.. وأظن أنني كنت أسبح عكس التيار. والصحيفة الثانية هاتفني رئيس تحريرها الصديق العزيز لأقوم بتصميم الترويسة لها.. ووافقت بعد أن حكيت له ما حصل لي من رئيس تحرير الصحيفة الأولى.. واستنكر ذلك.. ولكن وجدت نفسي أدخل في ذات السيناريو.. أسأل وألاحق دون جدوى لا استحقاق ولا شكر.. والشاهد على ذلك تغيير ترويسة الصحيفة حتى ينتهي السؤال والملاحقة ظناً منهم أن هذا يعفيهم من أي التزام. صديقي مصطفى لا أنسى يوم جئتني بمكتبي وأخبرتني بأنكم والمرحوم حسن ساتي ستصدرون صحيفة (آخر لحظة)، وأن الأستاذ حسن ساتي طلب منك الذهاب للدكتور درمة ليقوم بتصميم الترويسة بخط الرقعة ولا غيره.. وتمّ إنجاز العمل وكان الاتّصال من لندن.. قبل مجيء الأستاذ حسن ساتي (رحمه الله) للخرطوم.. وتم إنجاز العمل وشاء الله أن يأتي الأستاذ حسن ساتي ومعه الترويسة الحالية، والتي صممها له صديقه الفنان اللبناني والذي أعطاها له لتكون تخليداً للذكرى الطيبة للعلاقة التي كانت تربطهما.. ولا أنسى اتّصالكم بي لتبلغوني بذلك، بل وتطالبوني بإبداء الرأي فيها.. وإن كان رأيي فيها سلبياً ستبعدونها.. ولكن كان رأيي إيجابياً وباركتها لكم.. ولكم كانت المفاجأة أن يأتي المحاسب ليسلمني استحقاقي كاملاً.. واعتذرت ولكن كان إصراركم قوياً بأن هذا نظير جهد قمت به.. فشتان ما بين ذلك وذلك. أخي مصطفى.. ماذا دهى النّاس.. ولماذا تهضم حقوق الفنانين المادية والأدبية؟... وماذا دهى هؤلاء والذين عندما تقرأ أعمدتهم اليومية تظن أنّهم أكثر الناس إنصافاً وفقكم الله وإلى الأمام. د. عمر درمة عميد كلية الفنون الجميلة