ليلة المولد يا سر الليالي وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال وطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال طاف بالصاري الذي أثمر عنقود سني كالثريا ونضى عن فتنة الحسن الحجابا ومضى يخرجه زياً فرياً تحتفل أمتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بعيد ميلاد نبي البشرية والإنسانية محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامة عليه خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الشفاعة والهداية إلى السراط المستقيم ومنقذ البشرية من الكفر والشرك إلى دين الحق المبين. ü ففي هذا الشهر العظيم ربيع الأول بل وفي الليلة الثانية عشرة منه أشرقت الأرض بنور ربها، حيث ولد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب في أكرم بيت وأعز وأشرف قبيلة، فهو قرشي هاشمي مات أبوه وتركه في بطن أمه فنشأ يتيماً وفي السادسة من عمرة فقد أمه فاحتضنه جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب. ü العناية الإلهية وحدها هي التي أشرفت على تربيته وما أعظمها من عناية ورعاية، فنشأ بعيداً عن سفاسف الجاهلية لم يحفظ له أحد قط ما يسيء لمكانته أو لقدره السامي العلي. ü كان قومه يلقبونه وينادونه ويدعونه منذ نعومة أظفاره بالأمين، ولا غرابة في ذلك، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، وأيده الله تعالى بقوله «وإنك لعلى خلق عظيم»، وقصة الحجر الأسود تشهد بما كان له في نفوس قومه من مكانة سامية قبل أن يبعث رسولاً وقبل أن ينزل عليه الوحي. ü لقد هيأته ورعته وأعدته العناية الإلهية وحدها لأداء المهمة العظيمة والرسالة الكريمة قبل أن يأتيه الأمر بها، فكان دائم التفكير في ما عليه قومه من ضلال وضياع وتيه وجاهلية. ولما بلغ الأربعين من عمره أُلهم الانقطاع للعبادة ومناجاة ربه في غار حراء.. وبينما هو في تعبده وفي مناجاته تلك، إذا بالوحي يأتيه من عند الله بالعبء الضخم والمسؤولية الكبيرة العظيمة فبدأ دعوته سراً ثم أمر بالجهر لما جاء الوقت المناسب «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين». üإلا أنه وجد ما وجد من قومه، ولكنه لم يعبأ بذلك فجادلهم بالتي هي أحسن وبالحجة والمنطق المبين لترك ما يعبدون من أصنام لا تنفع ولا تضر والدخول في دين الإسلام، فهدى الله من هدى لدينه وأبى من أبى، ومن ثم جاءت الناس أفواجاً من القبائل المتناحرة والمتخاصمة للدخول في دين الله الذي جعل منهم أمة واحدة بعد تفرق وتشتت، وأخوة بعد عداء وعراك، وعلماء بعد جهل، ووجدوا الأمن والسلام كبديل لما يسود حياتهم من ذهب واضطراب وظلم، وشرعة البقاء للأقوى ومن غلب سلب. ü وبعد أن وطد دعوته وأمَّن دولته، بعث أصحابه ورسله إلى الممالك الأخرى فطهروا النفوس من أرجاسها وأزالوا الظلم وطغيان الملوك الجبابرة والسلاطين البغاة، ونصروا كل الرعايا والمستضعفين، فأحسنوا السياسة واكتسبوا قلوب الناس ودعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة فلم يكرهوا أحداً على ترك دينه حتى اشتهرت بلاد الإسلام بحرية الأديان والعقيدة، فهاجر اليهود من أوروبا إلى الأندلس فوجدوا الأمن والأمان وظلتهم الحرية والسلام. ü وهكذا توالت الفتوحات الإسلامية وهكذا انتشر أصحاب ومبعوثو نبينا الكريم في المشارق والمغارب يبشرون الناس بالرسالة المحمدية وبدين الإسلام تسبقهم السمعة الطيبة والصيت الحميد، مما جعلهم يتقبلون الدعوة ويدخلون كذلك في دين الله أفواجاً وزمراً شعوباً وقبائل، الفرس، الروم ،الأندلس، الهند، الصين وكل أنحاء المعمورة.. فديننا الإسلام هو الدين الخاتم.. ومحمد رسول الله للخلق كافة إلى يوم الدين. ü ولنا أن نترنم وأن نعبِّر عن فرحتنا النابعة من صميم القلوب.. وأعماق النفوس والأفئدة بأهازيج البهجة والحبور بمناسبة عيد ميلاد النبي الأمين.. مع كافة محبيه والمنشدين والتهنئة موصولة إلى كافة المؤمنين والمسلمين. ü طلع البدر علينا من سنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا.. جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة مرحباً ياخير داع صلى ياربي على المدثر وتجاوز عن ذنوبي واغفر وأعني يالهي بمتاب أكبر فزماني.. ولى بالمنكر في حضرة من أهوى عبثت بي الأشوق حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق عشقي يعني عشقي وفنائي استغراق أتمرغ في شجني أتوهج في بدني غيري أعمى مهما أصغى لن يبصرني