كان الله في عون الشعب الليبي الذي يقاتل ويجاهد ويناضل هذه الأيام من أجل نيل حريته والانعتاق من ربقة نظام زعيم الإجرام والمجرمين وقائد الطغاة والظالمين، ورمز الكبر والمتكبرين، صاحب الملك الزائل والعرش المائل، العقيد الخائب والمهزوم بأمر الله معمر القذافي، هذا الرجل المجنون فرعون الالفية الثالثة الذي فاق الفرعون (سيد الاسم) الذي قال لقومه ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، هاهو فرعون زماننا يقول بأسوأ مما قاله (فرعون) (شعب لا يحب القذافي لا يستحق أن يعيش)!. والله لا أدري كيف استطاع هذا المسعور الموتور أن يحكم شعب ليبيا ما يزيد على الأربعة عقود، كيف استطاع أن يكون على سدة الحكم وعلى رأس هذا الشعب النبيل الذي ما عرفنا نبله وشرفه وشجاعته إلا في هذه الأيام، لقد فاق الليبيون في جسارتهم وتحديهم للظلم التوانسة والمصريين، وعرف الناس لأول مرة منذ أربعين عاماً أن هذا الشعب لا يستحق أن يكون على رأسه رجل مثل القذافي. لقد ضرب الليبيون للعالم المثل في الصبر طيلة أربعين عاماً على هذا المأفون الذي يسترخص دماء شعبه ولا يبالي إن سالت دماؤه أنهاراً أو استحالت البلاد كلها الى بحيرات من دماء، أو امتلأت أرضها بالجثث والأشلاء، طالما يحفظ ذلك له ملكه وكرسيه وسلطته التي بناها على الظلم والقهر والاستبداد.. ولم يسلم من أذاه أحد في الشرق وفي الغرب من الأحياء والأموات، بل لم يسلم من أذاه وجرأته وسخريته حتى رسولنا الكريم وصحابته الطاهرين. لقد كان كل من (بن علي) و(مبارك) أعقل من هذا بكثير ولا وجه للمقارنة رغم أنهم كلهم ينضوون تحت سقف واحد وعنوان عريض يجمعهم هو.. الطغيان والفساد والاستخفاف بشعوبهم والتنكيل بهم، ووجه (عقلهم) أنهما أدركا في الوقت المناسب أن إرادة الجماهير ستغلب إرادتهما، وأن الشباب الثائر لا يمكن إعادته وتدجينه مرة أخرى وأن الرحيل ربما يحفظ لهما بعضاً مما تبقى من كرامة مهدرة ومجد كان رتقاً فانفتق وتشظى وذرته الرياح في الفضاء. صاحبنا هذا لم يدرك حتى الآن أن كل يوم يمر عليه يزداد فيه سخط شعبه عليه وازدراء كل شعوب العالم له، ومن خفة عقله وسذاجته يظن أنه سينتصرعلى شعبه بمساعدة شرذمة من المرتزقة البائسين واليائسين، ولا يزال يمني نفسه بالانتقام ويتوعد الثوار بالويل والثبور وعظائم الأمور ويتحدى العالم كله، وهو ما يزال يتخفى ولا يستطيع مخاطبة حتى مناصريه ومؤيديه المأجورين إلا من وراء الجدر والحواجز والحراسة المشددة. أدعو الشعب الليبي وثواره بألاَّ يتراجع مدهم وزحفهم المقدس والمبارك بإذن الله لاقتلاع هذا النبت الخبيث وتمريغ أنفه وكبريائه في التراب ليعلم أن القوة والمجد والعزة والكبرياء لله وحده، وأن الذي يمنح الحياة هو الله وهو الذي يسلبها وهو الذي يسير الكون بما يشاء وما يريد وأنه هو الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء. أيها الشعب الليبي إن النصر قريب فأثبتوا وتوكلوا على الحي الذي لا يموت، وأحملوا على هذا الطاغية حملة رجل واحد، فهو لا يعرف غير لغة القوة وتاريخه يقول بذلك، فلا تدعوا له الفرصة ليعود مرة أخرى لينكل بكم ويذيقكم سوء العذاب، لأن مثله كمثل (......) إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.