ü تتبدل وتتغير الأوضاع وجامعة الخرطوم تشمخ وتسمو كمنارة علمية تمثل تاريخ هذا الوطن السياسي والاجتماعي والثقافي والأكاديمي.. كلما تكاثفت على جامعة الخرطوم المحن وألمت بها نوائب الدهر وتبدل مقعد مدير الجامعة من (بروف) لآخر تظل جامعة الخرطوم هي الجميلة المستحيلة التي خرجت من رحمها الثورات وتخرج من كلياتها قادة هذا الوطن ورموزه التي بها نُباهي ونفختر!! ü في لحظة وفاء نادرة لرجل الأعمال السوداني صديق آدم عبد الله ضمت الجامعة أمس إلى حناياها قاعة (ودعة) التي تتألف من خمسة طوابق نفذتها الشركة الصينية وأشرف عليها المهندس أحمد معلا بتكلفة بلغت مليون دولار أمريكي أنفقها صديق «ودعة» من مالة الخاص ليُخلّد اسمه مع الخالدين في تاريخ الجامعة وليجعل من قرية «ودعة» الصغيرة في دارفور رمزية لأهم معالم جامعة الخرطوم ومعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية.. ü حشدت جامعة الخرطوم لافتتاح قاعة «ودعة» العلماء والمثقفين وأساتذة كليات الجامعة والسياسيين والصحافيين والأطباء والبرلمانيين ولكن شكل غياب وزارة التعليم العالي علامات استفهام وأسئلة في الساحة فالسيّد الوزير الاتحادي د. بيتر ينون مشغول بمصيره في دولة الجنوب وأصبح ولائه لجامعات السودان ضعيفاً واهتمامه بها لا يتعدى متابعة السهل والانصراف مبكراً والرجل له ألف عذر ولكن هل وزير الدولة الذي يمثل المؤتمر الوطني أيضاً مشغول بالمشورة أم بالحركة الإسلامية لأبناء جبال النوبة وما الذي حال دون مشاركة وزارة التعليم العالي التي منحها صديق ودعة مليون دولار ولم تمنح نفسها نصف ساعة للمشاركة في احتفالية الجامعة!! ü عندما منح الرئيس عمر البشير قبل سنوات رجل الأعمال صديق آدم عبد الله وسام ابن السودان تساءل بعض النّاس كيف مُنح هذا الوسام الرفيع لرجل أعمال جاء من أقصى دارفور يسعى للخرطوم بحثاً عن الرزق الحلال حتى أقام إمبراطورية مالية تضاهي إمبراطوريات آخرين.. لكن صديق ودعة المفطور على التواضع مع النّاس وحب الآخرين بسط الأيدي بيضاء من غير سوء لإقامة مشروعات إنسانية واجتماعية شيّد لقريته الصغيرة مدارس للأساس والثانوي بنين وبنات وبناية لمحلية كلميندو ومساكن للقضاة والشرطة ومستشفى من عدة طوابق وفي الشهر الماضي أصغى صديق «ودعة» الذي كان في رفقة د. غازي صلاح الدين في زيارته لدارفور أصغى لعثمان يوسف كبر الذي برع في تصوير حال أهل دارفور وهم يبحثون عن قطرة ماء في قلب الصحاري وفي الحال وضع صديق ودعة مبلغ مليار جنيه في خزانة وزير الري لإقامة محطات مياه في ولايات دارفور الثلاث.. وأمس أضاف الرجل لسيرته البيضاء سطراً جديداً في كتاب إنجازاته بافتتاح قاعة (ودعة) التي تُزين جيد جامعة الخرطوم وتُضفي عليها أبعاداً جمالية وقد تداعى ألوان طيف السودان من سياسيين وبرلمانيين وأساتذة جامعات لافتتاح مشروع ودعة الذي لو لم يُنجز غيره لكفاه!!