الأخ الأستاذ الصديق عابد سيد أحمد استسمحك عذراً بأن تمنح يراعك اليوم راحة إجبارية حتى تعطي هذه الكلمات التي تأتي من أحد المهمومين بالعمل الإعلامي عامة والولائي خاصة، الفرصة لتصل عبر عمودكم اليومي ب«آخر لحظة»، لأنه من الأعمدة التي تحظى باهتمام القراء يومياً، وحقيقة ما أزعجني خلال زيارتي لعدد من الولايات ما وصلت إليه أجهزة الإذاعة والتلفزيونات بها، والتي وصلت إلى حالة يرثى لها.. وحسب المعلومات لديّ أن هذه الحالة تنطبق على كل الولايات في ظل السياسات غير المستقرة التي يشهدها القطاع الإعلامي الذي تارة المركز هو المسؤول عنه، وهذا ما يفترض أن يكون لأن المركز يعرف تماماً كيف تسير أعمال هذه الأجهزة، إلا أنه بعد نيفاشا وأيلولة جل الصلاحيات للولايات.. وجدت هذه الأجهزة نفسها تابعة للولايات تماماً في ظل انشغال الولايات بأمور لا يجد الإعلام له طريقاً ليكون من أولوياتها مع ما تعانيه حكوماتها من ضرورة توفير الخدمات الضرورية لإنسانها من تعليم وصحة ومياه شرب وكهرباء لأريافها، لذلك شهد قطاع الإعلام تدهوراً مريعاً، وهذا ينطبق للأسف حتى على ولاية الخرطوم التي وصل فيها الحال لتقليص ساعات البث الإذاعي لإذاعتها، أما تلفزيونها فقد توقف منذ أشهر عن العمل وما يحمد للدكتور كمال عبيد وزير الإعلام الاتحادي جولاته التي بدأت مؤخراً لعدد من الولايات للوقوف على أحوال الأجهزة الإعلامية بها، وقد تابعنا زيارته لولاية الجزيرة ومن ثم لشمال كردفان والنيل الأبيض وحالياً للبحر الأحمر، وأظنه قد وقف على الحال هناك.. حال الأجهزة التي لا تجد من المركز غير التحايا.. الأجهزة التي يا سيادة الوزير لن تعود إليها العافية إن لم تعد المسؤولية عنها للمركز بالرغم من أن الدستور يقول غير ذلك، ونعلم أن الدستور وضعي وليس قرآناً منزلاً وما أتحدث عنه هو الحال المائل للأجهزة الهندسية التي تشهد كل يوم تدهوراً كبيراً لا يمكن للولايات مسايرته مهما امتلكت من مقدرات، ويبقى الأمر دوماً مرتبطاً بأمزجة الولاة، فهناك من لديهم اهتمامات وهناك من يرى أن ما يصرف عليها أولى به أشياء أخرى، أما فيما يلي جوانب الكادر فإنه يفتقد لأي نوع من التدريب الداخلي أو الخارجي حتى يتمكن من المواكبة، وهذا الأمر أيضاً يتحكم فيه المركز المسؤول عن التدريب الخارجي وفقاً للدستور.. ولا أريد أن أتحدث عن أموال التسيير التي تأتي لهذه الأجهزة من وزارات المالية الولائية، فالأمر مضحك وقد عرفت أن هناك اتجاهاً يقوده السيد الوزير الاتحادي لتحويل بعض أجهزة التلفزيون الولائية إلى محطات متخصصة حسب لون الولاية، والمدهش هو أن تقوم هذه الولايات بهذا الأمر.. من أين لها بهذا وهي لا تستطيع أن تسير أجهزتها المحلية يا سيادة الوزير.. وأقول إن أردت أخي عابد لفت الانتباه لكل ما يدور، لما كفاني هذا العمود.. ولكنها رسالة أردنا من خلالها لفت انتباه من بيدهم الأمر لإيجاد الحلول العاجلة فقط. أخوك عبود سيف الدين من المحرر شكراً أستاذنا عبود سيف الدين.. شكراً على هذه المساهمة أيها المخرج الذي شنف الآذان بالروائع عندما كان بالإذاعة القومية.. والذي تفوق على الآخرين عندما تولى إدارة إذاعة ودمدني وجعلها الإذاعة الولائية التي يدير إليها الناس في الخرطوم وكثير من الولايات، مؤشراتهم ليتابعوا برامجها.. شكراً لك وأنت الآن تقود الإذاعة الرياضية «FM104»، فحديثك حديث خبير عايش الولايات وعرف مشكلاتها واكتوى بمعاناتها، واتفق معك بأن إذاعات الولايات قد صارت بلا أثر للأسباب التي ذكرتها، وأن الأمر يحتاج منا لفتح الباب للحوار من خلال هذا العمود.. نفتحه للخبراء ليدلوا بدلوهم لإصلاح الحال، فنحن نملك في كل ولاية إذاعة وتلفزيوناً ولكنها صارت لافتات ومباني بلا معاني ويحدث هذا رغم أهمية الإعلام الولائي.