هنا نيالا إذاعة ولاية جنوب دارفور ذلك الصوت الذي نطق به الإذاعي المرحوم نجم الدين محمد أحمد في العام (1983) كأول ميلاد للإذاعة كإذاعة إخبارية لكن تأسيسها كان في أواخر العام (1982م) ومنذ ذلك الحين ظل صوت إذاعة نيالا يلامس آذان المستمعين بالولاية والولايات المجاورة من دارفور وكردفان ودول إفريقيا الوسطى وتشاد وحتى ولايات جنوب السودان وقتها عندما كانت المحطة تعمل بطاقة بث (50) كيلو واط إلا أن تلك الإذاعة وبمرور الوقت ونتيجة للإهمال الواضح الذي وجدته من قِبل الحكومات المتعاقبة على الولاية جعلها تمر بالعديد من التحديات وتضاءل نطاق البث إلى أن وصلت قوتها (30) كيلو واط في الأعوام الأخيرة نتيجة لتآكل محطتها الأرضية النحاسية التي فقدت فاعليتها، ولكن والي جنوب دارفور الحالي حماد إسماعيل حماد منذ قدومه ظل يؤكد اهتمام حكومته بأمر الإعلام وبعد أن استشعر ما تؤول إليه أوضاع الإذاعة التي كادت تدخل غرفة الإنعاش أصدر قرارًا بتشكيل لجنة شعبية لتطوير الإذاعة برئاسة سيف الدين آدم عبد الله في شهر يوليو الماضي، حيث ظلت تلك اللجنة تضع الخطط والدراسات الفنية والتكاليف المالية الرامية لتحديث أنظمة الإذاعة حتى تواكب الإذاعات العالمية إلى أن تم دشين مشروع النفرة الشعبية لدعم وتطوير الإذاعة، وقدم حماد دعمه للنفرة بملبغ (100) ألف جنيه تلاه وزير التخطيط العمراني عبد الكريم موسى ب (50) ألف جنيه، ثم وزير المالية ب (25) ألف جنيه، ومعتمدي محليات (بلدية نيالا، نيالا شمال وبليل)، وانهالت التبرعات من الخيرين والمواطنين في اليوم الأول للنفرة حتى وصلت ل (500) ألف جنيه، وأكد حماد اهتمام حكومته بأمر الإعلام وانحيازه الكامل لجمهور إذاعة نيالا حتى يصل صوتها لكل ولايات البلاد، وقال الوالي إن اهتمامه بالإذاعة يأتي من باب أن جمهورها يشمل عددًا من الولايات المجاورة من دارفور وكردفان ودولتي تشاد وإفريقيا الوسطى، الأمر الذي يجعل الإذاعة قناة تواصل بين حكومة الولاية ومواطنيها، وأدخل مشروع النفرة الشعبية البهجة في نفوس الكوادر الإعلامية بالإذاعة والتلفزيون خاصة وعندما جاءت المطالبات من كافة محليات الولاية بضرورة انتقال الإذاعة إلى المحليات لقيام احتفالات بها تعنى بجمع التبرعات لدعم إذاعتهم، وزاد العاملون بالهيئة حماسًا القرار الذي أصدره والي الولاية حماد إسماعيل وفي إطار اهتمامه باستقرار الكادر البشري العامل بهيئة الإذاعة والتفلزيون الذي قضى بمنح كل العاملين بالهيئة قطع أراضي سكنية بمربع (6/ د) بحي كرري وهي خطوة وحلم ظل ينتظره العاملون بالهيئة ما يقارب العامين مما جعلهم يقيمون احتفالاً مصغرًا داخل الهيئة وناشدوا أن يتخذ الوالي ذات المنحى لمعالجة مشكلة (سقف الإنتاج البرامجي) التي تواجه الهيئة الولائية للإذاعة التلفزيون لخلق بيئة جاذبة للعمل الإذاعي والتلفزيوني بالولاية، فيما قال رئيس اللجنة الشعبية لتطوير الإذاعة سيف الدين آدم عبد الله إن اللجنة منذ تشكيلها من قبل بقرار من والي الولاية في يوليو الماضي ظللت في حراك متواصل لعمل دراسات فنية من قبل مهندسين مختصين في المجال لتحديد ما تحتاج إليه الإذاعة والتلفزيون من أجهزة رقمية حتى تواكب التطور الإذاعي والتلفزيوني الموجود في الإذاعات والتلفزيونات الأخرى، وقال سيف إن اللجنة عملها ينحصر في الإذاعة والتلفزيون فقط بل سيمتد لتطوير الإعلام بصفة عامة بالولاية، كاشفًا عن مساعيهم الجادة لتطبيق تجربة بورتسودان لإنشاء فضائية خاصة بالولاية، وأضاف أن خطوة النفرة الشعبية جاءت نتيجة للوضع الذي آلت إليه الإذاعة وقادها إلى التوقف تمامًا لانتهاء الأجهزة الموجودة بها وقال إن هناك اتجاهًا للاتفاق مع شركات الاتصالات بالولاية لجعل «أرقامًا» تابعة للجنة لتلقي تبرعات الخيرين عبر تحويل الرصيد وتابع: (من إنجازات اللجنة الآن تم تدشين موقع الإذاعة على الإنترنت وسيصل أبناء دارفور بدول المهجر الذين نتوقع منهم التبرعات وبالفعل تبرع أخونا عبد المجيد محمد آدم بدولة قطر ببعض الأجهزة للإذاعة وقال إنه سيستقطب الدعومات من الجالية الموجودة بقطر ودعانا إلى ضرورة أن يصله وفد من اللجنة هناك حتى يستطيع أن يمد الإذاعة ببعض الأجهزة المطلوبة).. فيما ناشد مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون بالولاية د. ياسر أبو عقيلة كافة الخيرين من أبناء السودان ودارفور بصفة خاصة بالداخل ودول المهجر ضرورة تقديم الدعم لإذاعة نيالا التي تعتبر أم الإذاعات في دارفور التي ظلت تحتفظ على السلام وتنقل الموروث الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للأجيال بولايات دارفور.