أنا الآن في حالة زهج من الكتابة!! ومع ذلك قررت إشراك القراء معي في لحظات «مفرحة» وبهيجة عشتها عصر أمس في مقرن الخرطوم.. في لحظة من الزمان انسحبنا من ضجيج الخرطوم وتوترات الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والتي أقسمت بأغلظ الأيمان ألا تترك الشمال في حاله حتى بعد أن ذهب الجنوب في حال سبيله «ووجد» دولة كاملة بأرضها ونشيدها والذي قيل أن بعض كلماته قد تم حذفها مثل كوش وعدن وضحكت. وهل هناك من يشطب «تاريخه» ويأبى جنات عدن التي تجري من تحتها الأنهار ويأبى المن والسلوى ويهبط أرضاً أخرى؟؟ ما «علينا» فالإجابة أضحت لا تهمنا من قريب أو بعيد!! المهم انسحبنا من كل هذا الضجيج وهذه التوترات وتطورات الساحة العربية الساخنة ومجريات الثورات التونسية والمصرية والليبية القادمة في الطريق وبقوة!! ونسينا كذلك الطلب الغريب لاتحاد أصحاب العمل ورفضه لتعيين مدير جديد للضرائب. هذا الطلب الذي أثار ردود أفعال عديدة وتلقيت تلفونات أمس تشيد بما كتبناه حول هذا الأمر وطلب مني أحد القراء الكرام البحث حول أسباب «العداء» بين هذا المدير عندما كان في المواصفات وهؤلاء التجار؟؟ إذا علمنا أن المواصفات لها واجب يجب ألا تتعداه وهو عدم السماح بدخول سلع «غير مضرة بالصحة ولا نقول فاسدة». المهم تركنا كل هذا الزهج وراء ظهورنا ودخلنا في جلسة إحتفالية ضمت عدداً من الزملاء والزميلات في الجامعة عصر أمس بدار اتحاد الصحافيين!! لن نذكر «الأسماء» «والأعمار» ولن نحكي عن اللون «الأبيض» الذي ضرب البعض.. ولكن نقول «عينا» باردة على الذين حافظوا على النضارة والشباب!! جئنا نحتفل بأخونا لقمان أحمد والذي عاد للوطن في مهمة عمل استطعنا تحويلها لاحتفالية نجحت في لم شمل البعض ونتمنى كما تعاهدنا أن تكون فاتحة خير للقاء الكل!! لقد ضحكنا كما لم نضحك من قبل لقد وجدنا بعض الأولاد قد أصبحوا رجالاً «والبنات» بتن حريماً!! ضحكنا على طرفة صديقنا عندما جاؤه تلفون من البيت في هذه الجلسة.. ومعه السؤال.. وين إنت؟قال لها: نحن قاعدين مع أولاد وبنات من الجامعة - فقالت له في دهشة: جامعة شنو وأولاد شنو وبنات فأجاب!! دفعتنا في الجامعة زمان فردت على «الفور» ما بتخجل يا راجل يا شايب!! دفعتك لسه أولاد وبنات ما تقول رجال وحريم!! وضحكنا مرة ثالثة كما لم نضحك من قبل.. المسألة المحيرة إننا لم نر أغلبنا منذ مبارحتنا للجامعة رغم إننا جميعاً نقيم في هذه الخرطوم التي هي أقرب «للدولة» من المدينة!! تعاتبنا وارجعنا السبب للظروف .. لعنة الله على «الظروف» و«الأحوال » تذكرنا الزمن الجميل «والخوة السمحة» والقيم النادرة. وأخبار الباقين الذين لم نراهم.. وأمضينا برهة من الزمن وتعاهدنا ألا نقطع حبل الوصل إن استطعنا لذلك سبيلاً!! وغادرنا «الدار» واللحظة الجميلة وعدنا للزهج الذي لا مفر منه!!