النص أعلاه هو شطر البيت الأول للشاعر الفحل أبي الطيب المتنبئ، وكما قال الأدباء فإن المقصود هنا ليست محبوبة للشاعر كما يتبادر للذهن من الشطر الثاني، والذي يقول فيه: (فليس تزور إلا في الظلام) حينما ينوم الخلق ويهجع الكل إلى مضاجعهم، ولكنها الحمى اللعينة، وحسب وصفها فهي (حمى الملاريا)، والتي يحلو لأخواننا في تيراب الكوميديا بأن يعرفوا بها أنفسهم بأنهم جيل الألفية الثالثة والذي عسمت ظهره الملاريا.الملاريا كما نعلم لها مسببات، ولعل الناقل لها كما أخبرنا أهل العلم من شخص مصاب الى آخر سليم هي أنثى (الأنوفلس)، والتي لها القدرة الفائقة على إختراق جسم الإنسان مهما كان جلده سميكاً، وذلك بإبرة ناعمة.. وسبحان الله الذي له في خلقه شؤون ولعل انتقال الملاريا لا يجد صعوبة في أجساد أنهكها التعب وسل روحها (البوش)الملاريا لوقت قريب كانت حيية ولذا لا تكون زيارتها إلا في الظلام وأنثي الأنوفلس هي الأخري كانت صاحبة حياء فزيارتها دائماً بالليل وأثناء الظلام، ولكن كحال كل المخلوقات فقد نزعت الأنوفلس جلباب الحياء وصارت تسرح وتمرح وتعيش بين الخلق في كثير من بقاع السودان والذي لم يصبح واحداً موحداً بسبب تعنت الحركة الشعبية، وإنما انقسم الى قسمين وصار دولتين، ما كان لهما أن يظلا كذلك ولكل هذا الوقت، فالحمد لله الذي قدر الأمر كما ينبغي أن يكون.. مع التمنيات لأهلنا في الجنوب بحياة سعيدة. نعود للبعوض وبكل أشكاله وأنوعه وأنوفلسه وكيولكسه، والذي أصبح بعد أن كان زائراً حيياً مقيماً دائماً يمارس حياته الطبيعية بين خلق الله يسحب من دمائهم الغالية والقليلة ماشاء.. ويذكرني ذلك بقول القذافي والذي أحسب أنه يعيش أيامه الأخيرة في ملكه، وتلك نتيجة طبيعية لكل باغٍ ظالم.. قلت يذكرني ذلك بقوله حينما تبرع أبوعمار رحمه الله بالدم للأسرائليين كيف يتبرع أبوعمار بالدم وهو ماعنده دم ولحديثه معنيان أحدهما بعيد والآخر قريب.. وهو ما رمينا إليه إذ إن المعنى البعيد لا ينطبق على شعبنا الكريموالسؤال هنا موجه لمحلياتنا بالله عليكم كيف تعيش أسراب البعوض لتمارس عملها في إمتصاص دماء غالية تكلف أصحابها عبئاً كبيراً يضاف إلى أعباء العوائد ورسوم النفايات وهلم جرا.. أبوآدم مربع(2) محلية جبل أولياء