الشيء الطبيعي والمعقول أن تكون الحركة الشعبية منشغلة تماماً بتثبيت أركان النظام الجديد الذي سيقوم في جنوب السودان بعد أربعة شهور!! لا أعتقد أن الوقت والامكانات تكفي لأي أجندة أخرى مثل المشاركة في إسقاط النظام في الخرطوم!! لا أعرف كيف تسير الأمور على هذا النحو «العبثي» و«المحيِّر» يتحدث السيد أتيم قرنق بأن الحكومة في الجنوب منتخبة وستستمر حتى العام 2015م وفي ذلك الوقت يقول ممثل حكومة الجنوب في واشنطن في صحيفة أجراس الحرية إذا لم تستجب الحكومة لمطالب شعبها سيكون مصيرها مثل تونس ومصر!! وفي الوقت نفسه يقول إن الجيش الشعبي لن يتسامح مع من ينشرون العنف!! شيء يفقع المرارة حقاً!! ويستمر في التحريض ويقول إن أمريكا لن ترفع العقوبات المفروضة على السودان ما لم تحل قضية دارفور أليس الأمر يفقع المرارة حقاً - نعم الحركة الشعبية قامت بأكبر عملية تغيير في تاريخ السودان الحديث وقامت بفصله ورضي الناس بالأمر والآن تريد المشاركة في التغيير من خلال هذه الخطة التي نشرتها الصحف بالاشتراك مع أحزاب جوبا - وهل هناك جوبا يمكن الركون إليها بعد ذلك؟!! قوى المعارضة إذا كانت فعلاً و«طنية» وقلبها على الوطن فيجب عليها «الابتعاد» عن لعبة الحركة الشعبية وعليها أخذ العظة والدرس من التجارب الماضية - والشعب السوداني لا يملك «قرون» و يستطيع التمييز بين الخبيث والطيب ويقرأ التاريخ جيداً ويعرف الصالح والطالح ومختلف أنواع الأساليب والألاعيب القديمة.. الآن اللعبة الجديدة قائمة على الحوار وقبول الآخر والحوار الذي أعرفه يجب أن يكون مع القوى السياسية الوطنية في الشمال والتي يمكن أن يقبل الشعب السوداني أن تحكمه بمشروعها السياسي - ولا أظن أن هناك عاقلاً في جمهورية السودان يرضى بأن يحكمه حزب من دولة أخرى مجاورة.. على قوى المعارضة إعادة طريقة اللعب والبحث عن طريقة جديد تساير التغيير الذي يحدث الآن. التغيير الذي يجري في المنطقة خارج اطار الاحزاب التقليدية والقديمة ولا يحتاج لبرنامج او قيادة جاهزة . فقط يبحث عن تداول سلمي للسلطة وحياة كريمة للشعب دون قهر. ولا اعتقد ان هذا يهم الحركة الشعبية التي رحلت جنوباً وأكلت خريفها هناك. وخريف الشمال أولى به أهل الشمال و«اهلنا قديماً قالوا ام جركم ما بتاكل خريفين».