منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    وزارة الصحة تلتقي الشركة المصرية السودانية لترتيب مشروعات صحية مشتركة    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لو دعمنا خليل في هجومه على أم درمان لكانت النتيجة غير..الأمين السياسي لحزب الترابي : كان يمكن أن أبقى في حزب البشير واستوزر وارتاح وأسرتي ترتاح، أنا الآن (مفلس وعيني طالعة).
نشر في الراكوبة يوم 23 - 06 - 2011

* ذكرت سلفا.. أن خيار الحل العسكري مرفوض بالنسبة لكم وفي ذات الوقت أنتم تدعمون الحركات المسلحة في دارفور أليس فى هذا تناقضاً؟
- قد اتفق معك فى موضوع دعمنا للحركات المسلحة في دارفور، إلا أننا لا صلة لنا بالعمل المسلح، فقط ندعم مطالب أهل دارفور السياسة، التي نتفق فيها مع حاملي السلاح، ومنها مسألة الإقليم الواحد، ونصيبها من السلطة والثروة، وتفهم هذه المطالب يمكن أن يساهم لحد كبير في حلحلة القضية إن كان المؤتمر الوطني جادا في حلها، وفي ذات الوقت لا علاقة لنا بخليل إبراهيم. صحيح هو كان جزءا من الحركة الإسلامية، مثله مثل الرئيس وعلي عثمان، وبعد الخلاف خرجنا نحن وأسسنا تنظيما سياسيا هو المؤتمر الشعبي واختار هو حمل السلاح وقاتلهم .
* كثير من المراقبين يرون أنكم تدعون بأن حل قضية دارفور يجب أن يأتي عبركم، وفي مرات عديدة ألمح الشيخ بذلك.. ودائما ما يكون رأيه سلبيا في المفاوضات بشأنها ومثال لذلك حديثه الأخير عن الدوحة؟
- هذا الادعاء شرف لنا، ومعلوم أن كثيرا من القوى السياسية التي كان لها ارتباط بقضية دارفور لم يعد وضعها كذلك بسبب المتغيرات الأخيرة، وهذه المتغيرات نفسها نتج عنها وجود حقيقي للمؤتمر الشعبي في الإقليم، ونحن مهمومون بقضية دارفور ونرى سقفا للحل وحريصون عليه. وبالمناسبة نحن قد دفعنا ثمن ارتباطنا بالقضية، سجون، واتهام بمحاولات انقلابية، وإغلاق دور، واتهام بعلاقة مع حركة العدل والمساواة، لذلك لن نقدم أي تنازل إن لم تحل قضية دارفور .
* أشيع بعد هجوم خليل على أم درمان أن هنالك تنسيقا بينه وبينكم، وكان دوركم تقديم الإسناد من الداخل وتراجع الشعبي في آخر لحظة.. ما مدى صحة ما قيل؟
- لو كان لدينا تنسيق مع خليل في هجوم أم درمان لكان شكل النتيجة مختلفا تماما، ولكن هل سنبدل عمر البشير بخليل وخليل بالبشير؟
* لكن الشائعة فى حد ذاتها تبدو منطقية ولا يمكن أن يفكر خليل في احتلال العاصمة دون مساندة من طرف ثانٍ في الداخل والطرف الأقرب هو المؤتمر الشعبي؟
- صحيح، هذا يمكن أن يُقرأ في سياق الوقائع، واحتمال راجح ومنطقي أن ينفذ هجومه ولديه قوة داخلية يعتمد عليها، ووفقا لاتهامات الحكومة المتكررة يمكن أن تقول هذه القوة هي المؤتمر الشعبي، إلا أن الحقيقة أنه لا علاقة للمؤتمر الشعبي. وأسألكم، كم عدد سكان دارفور داخل الخرطوم؟ بل ودعونا من كل هذا وإن كنا نتحدث بالمنطق من الأولى بالسؤال والمحاسبة، السلطات الأمنية التي سمحت لخليل أن يتحرك من دارفور ويخترق كل المتاريس ويصل حتى مرمى حجر من القصر الجمهوري أم المؤتمر الشعبي؟ واعتقد أن دارفور التي وصلت حتى أم درمان والخرطوم تحتاج لمعالجة بعيدا عن القتل والإرهاب والتفاوض العبثي، ويجب أن يضع النظام سابقة الجنوب في الاعتبار، فماذا لو منحت دارفور الإقليم الواحد وأعطيت نائبا وعدل الدستور لصالح حل المشكلة؟ تحتاج الدولة لمراجعات في الدستور، وفي السلطة التنفيذية، وفي علاقتها الخارجية، وفي الاقتصاد، وفي علاقتها مع المواطن للخروج من الأزمة التي تعيشها والتي ستفضي إلى تشرذم البلد.
* هذه أزمة النظام.. ولكن ماذا عن أزمة المعارضة؟
- اتفق معكم، المعارضة تعيش أزمة حقيقية، والأحزاب تعاني من مشاكل داخلية تخصها، في الشعبي مثلا لدينا برنامج ويوجد نظام أساسي ونقيم مؤتمرات الحزب. انظر إلى كثير من الأحزاب الأخرى لا يوجد لديها حتى نظام أساسي، ولا تقيم مؤتمرات وما عندها قيادة، وتسمع عن مكتبها السياسي وفي لحظة اتخاذ أي قرار (يفتشوهم فتيش) ويجمعون ستمائة نفر، أسماؤهم لا يعرفها أحد في الحزب إلا عضو أو عضوان، وهذه الأحزاب إن لم تبدأ بالإصلاح في داخلها وتعمل الديمقراطية والحرية في نظمها وبين عضويتها، وشاء الله وحدث تغيير، لا يستطيع هذا النوع من الأحزاب أن يحكم ويطبق الديمقراطية. والمرحلة المقبلة تتطلب إصلاحا حقيقيا داخل الأحزاب، وإن لم يحدث سنظل في الدائرة الخبيثة ديمقراطية ثم انقلاب.. وهكذا.
* ألا تتفق معنا أن المؤتمرات التي يقيمها الشعبي لا تحدث تغييرا كبيرا في الحزب... د. الترابي ظل الأمين العام منذ التأسيس؟
- صحيح الترابي لم يتغير، لأنه خيارنا الآن، ولو انعقد مؤتمر عام أو عدة مؤتمرات سيظل د. الترابي هو خيارنا، لأن قناعتنا بأنه المخرج ليس للمؤتمر الشعبي وحده بل للسودان كله .
* ولكن إن حاورنا الدكتور عبد الرحمن الغالي مثلا سيقول إن الإمام الصادق هو الخيار لأنه حكيم البلد، وإن حاورنا تاج السر محمد صالح سيقول مولانا محمد عثمان الميرغني هو الخيار لأنه سبب تماسك الحزب الاتحادي الديمقراطي.. وبهذا المنطق كلكم سواء.. عليه يمكن أن تكون أنت نفسك جزءا من هذه الأزمة؟
- من الممكن أن أكون أنا جزءا من الأزمة أو حتى سببا فيها، إلا أنكم إذا رجعتم للنظام الأساسي ستتأكدون أننا جئنا بالترابي ليس لأن له قدرات خارقة أو لأنه من الأسرة الفلانية بل لقدراته التنظيمية، لكن انظر إلى الأحزاب الأخرى!!
* (مقاطعة) ولكن إذا شئنا الدقة أنتم لم تأتوا بالترابي هو الذي أتي بكم، كان أمينا عاما للمؤتمر الوطني، ثم خرج وأصبح أمين عام الشعبي وجاء بكم معه؟
- وما الذي دفعني لإتباع الترابي؟ كان يمكن أن أبقى في الوطني واستوزر أو أعين واليا وارتاح وأسرتي ترتاح، وأبعد عن السجن والاعتقال والملاحقة والتلتلة وأنا الآن (مفلس وعيني طالعة).. أنا اتبع الترابي لأفكاره في قضية البلد، ولإيماني بفكره في قضايا الدنيا والآخرة، وهذا لا يعني أننا نسلم بكل ما يصدر عنه، وفي اجتماع القيادة الأخير طرح آراءه في عدد من القضايا ورفضت، واعتمدنا خلاف ما اقترحه.
* أذكر لنا مثالا لقضية خالفتم فيها رأي د. الترابي؟
- مثلا الشيخ اقترح أن يكون جهاز الطلاب والشباب جهازا واحدا، الطلاب اعترضوا على ذلك، اُعتمد رأيهم ولم يُعمل برأي الشيخ، هل يمكن أن يحدث ذلك في حزب من الأحزاب؟ الرجل الأول إن قال كلاما لا يمكن لأحد أن يعترض.
* هنالك من يقول إن د. الترابي أوسع شهرة وأكثر تأثيرا من المؤتمر الشعبي؟
- لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح.
* حتى لا نجرم الأحزاب وحدها.. هل من الممكن أن تكون الأزمة داخل الأحزاب أحد أسبابها تركيبة الشعب السوداني نفسه؟
- الحقيقة أن مستوى القدرات عند جماهيرنا في ما يتعلق بالوعي السياسي ضعيفة، ونحتاج إلى تطوير بنية الجماهير، وفي تقديري أن هذه المسألة تتجه للأفضل، والجيل الحالي لديه وعي من نوع خاص وحسابات مختلفة عن الأجيال القديمة. إن لم نتطور كأحزاب لنستوعب متطلبات هذا الجيل سيصبح شيئا مختلفا عن الأحزاب السياسية، ومؤخرا ظهرت تجمعات شبابية تطلق على نفسها مسميات عديدة لأنها غير مقتنعة بالأحزاب السياسية، وأكرر ما قلته من قبل إن لم نحدث تجديدا في القيم وفي الأصول ستجد نفسها محنطة. والآن ظهرت تنظيمات شبابية الأحزاب لا تلبي متطلباتها، لأن عددا من الأحزاب لا توجد ديمقراطية في داخلها وأخرى مواقفها غير ثابتة تجاه القضايا، وبعضها لم يستطع أن ينزل للناس، والشاطر من يتجدد لتستوعب برامجه هذا الجيل الذي يتشكل .
* في إطار الحديث عن المعارضة يقول البعض ساخرا إن تحالف المعارضة هو عبارة عن ياسر عرمان ومريم الصادق وكمال عمر وأحيانا فاروق أبو عيسى.. ما سبب هذا الانطباع.. وما هو سر العلاقة بين هؤلاء الأربعة؟
- ده كلام غريب.. العلاقة بين ياسر عرمان وكمال ومريم هي قوى الإجماع الوطني طبعا ومافي علاقة أخرى، وثانيا قد يكون صوتنا أعلى من الآخرين، وهذا الكلام غير صحيح. نحن نعبر عن كيان نمثله فقط.
* هل خسر تجمع قوى الإجماع الوطني الحركة الشعبية بعد الانفصال؟ وما مدى تأثير ذلك على قوى الإجماع؟
- قطعا ذهاب الحركة جنوبا له تأثير على قوى الإجماع وقد لا يكون هذا التأثير كبيرا، خاصة وأن الحركة موجودة بقطاع الشمال الذي يطرح نفس قضايا الهامش والحريات والمساواة والعدالة، وهو قطاع موجود في الساحة السياسية وفي جنوب كردفان وفي النيل الأزرق، وقد يصبح هذا الجزء مستقبلا نواة لوحدة بين الشمال والجنوب.
* المعارضة قالت إنها كونت لجنة لوضع دستور والمؤتمر الوطني فرغ من إعداد الدستور.. ما رأيكم في ذلك؟
- شتان ما بين دستور المعارضة ودستور المؤتمر الوطني، قطعا دستور الوطني مبني على تجارب دستورية شمولية واستبدادية، ولا أتصور أن يفلح في وضع دستور جيد...
* (مقاطعة) دستور 2005 كان دستورا جيدا ولم يكن شموليا بشهادة المعارضة؟
- دستور 2005 لم يكن شموليا، ولكن الشمولية عادت وضربته، فلم تعدل قوانينه ولم تتم مواءمة اللوائح، وهو الدستور الذي فصل الجنوب وزوَّر الانتخابات، وتحول إلى وبال على الناس في آخر الأمر. المشكلة ليست في نصوص الدستور بل في العقلية التي تنفذه، لذلك لا يمكن أن يعدّ المؤتمر الوطني دستورا جيدا.
* هل اطلعت على مسودة الدستور التي فرغ من إعدادها الوطني؟
- أقولها بصدق لم اطلع عليه، ولكن لن يخرج عن الكلام الذي قلته.
* موقف المعارضة من ما يحدث في جنوب كردفان موقف المتفرج ويمكن أن نصفه بالبائس؟
- هذه واحدة من إشكاليات الشراكة بين الحركة والوطني، وكانت إدارتهما للانتخابات في جنوب كردفان خطأ، والحملات والتعبئة من الجانبين كانت تعبئة حرب، وجنيا ما فعلت أيديهما. والمشكلة أن المواطن في جنوب كردفان هو الذي يدفع الثمن، ومن البداية قاطعنا الانتخابات في جنوب كردفان وقلنا المناخ ليس مناخ انتخابات بل مناخ حرب، والمعارضة ليس لديها خيارات غير مناشدة الأطراف بالجلوس للحوار وإيقاف إطلاق النار، لأن ذلك هو الإطار الذي فرض علينا من الشراكة ويعيش فيه السودان منذ توقيع الاتفاقية، وهذا الإطار هو الذي فرض علينا ذلك الموقف الذي يوصف بالبائس.. هل يمكن أن تدين المعارضة أحد الشريكين؟ وما الفائدة من ذلك؟ إلا أن الأزمات ستتلاحق في أبيي وفي الحدود وفي البترول، لذلك أقولها بصدق نحن الآن نسعى لعقد مؤتمر جوبا2 لمناقشة هذه القضايا ونجد لها حلولا بالإجماع، وتحدثنا مع الحركة الشعبية ورحبت بالفكرة.
* سيعقد في جوبا؟
- في جوبا أو في دنقلا أو أي مكان لا يهم، ولكن لو عقد في جوبا سيساهم في تلطيف العلاقة بين الشمال والجنوب، وقد جاء الوقت لنجمع كل الفرقاء بمن فيهم المؤتمر الوطني لوضع تصور لمشكلات ما بعد الانفصال، لنصل لاتفاق وطني حول هذه القضايا، خاصة وأن تجاربنا مع المجتمع الدولي لم تكن ناجحة ولم يفلح في حل مشكلة واحدة من مشاكلنا، ويجب أن نتفق لنخرج البلد من أزمتها الحالية، وجوبا2 يمكن أن يفعل ذلك، لكن مع الإبقاء على إستراتيجية إسقاط النظام.
* من المقرر أن يزور د. الترابي مصر بعد أيام.. ماذا يريد من تلك الزيارة؟
- نعم سيزور الشيخ مصر في هذه الأيام، وأنا سبقته إليها، التقيت كل القوى السياسية ابتداء بالإخوان المسلمين وانتهاء بحزب التجمع اليساري، وأيضا سيلتقي شباب الثورة. مصر الآن فيها توهان، ليس ما كما حدث في السودان في أبريل وفي أكتوبر، وهي في مرحلة الانتقال. والغرض الرئيسي من زيارة الشيخ أن يحذر الإخوان المسلمين من الوقوع في أخطاء تجربة الحكم الإسلامي في السودان، وضرورة الانفتاح على الآخر وعلى الحريات والتمسك بالديمقراطية. وفي لقائي بالإخوان كلمتهم عن الأخطاء التي وقعنا فيها وأننا كنا سببا في انفصال الجنوب وفي أزمة حريات حقيقية، والآن لدينا علاقات مهمة جدا مع القوى السياسية بمختلف توجهاتها. وكذلك سيقوم الشيخ بعرض عدد من مؤلفاته الجديدة ويقدمها، منها التفسير التوحيدي، إلا أنه سيعقد عددا من الندوات السياسية المهمة في قضايا الحريات ومصر ما بعد الثورة.
* الحكومة ترى أن غرض زيارة د. الترابي لمصر هو ضرب العلاقات بينها والحكومة الانتقالية هناك خاصة وأن العلاقات بينهما بدأت بداية جيدة؟
- صحيح، وقلت لكل الذين قابلتهم في زيارتي الأخيرة إخوان مسلمين وغيرهم، لا يمكن أن يكون هنالك تقارب بينكم والنظام في الخرطوم، لأن الحكومة الحالية ليست أقل قمعا ودكتاتورية من نظام مبارك، وأطلعناهم على ما يحدث في دارفور وعلى الوضع السياسي الراهن، وقلت لهم إن العلاقة من المفترض أن تكون بينكم والمعارضة في السودان وليس الحكومة، لأن المعارضة تمثل التغيير على النهج المصري إلا إذا كان الإخوة في مصر مصابين بعمى الألوان. وقلنا هذا الكلام علنا وإن كان هذا النظام يسعى لعلاقات جيدة مع الآخرين ليغير منهجه أولا .
* وزارة المالية تجتهد في وضع خطط لما بعد الانفصال.. ود. الترابي يحذر من مجاعة.. هل لديكم خطة للاقتصاد بعد الانفصال؟
- مؤكد لدينا رؤية للاقتصاد ما بعد الانفصال وهي لا تنفصل عن الرؤية السياسية، ولكن أخطاء الانفصال هي أخطاء المؤتمر الوطني وعليه أن يتحمل مسؤوليته، وما بعد 9/7 تعدّ مرحلة جديدة ستؤكد أن المؤتمر الوطني فشل سياسيا واقتصاديا، وتسبب في تحطيم مشروع الجزيرة والصمغ العربي والثروة الحيوانية، وسيدفع الوطني ثمن هذه الأخطاء ولن نقبل أعذارا، والثمن الذي سيدفعه خروج المواطن وثورته عليه، وسنعبئ الناس في هذا الإطار، وسنخرجهم للشارع، ولن ندفع فاتورة فشل النظام وأخطائه .
* عند زيادة الأسعار في يناير أعلن كمال عمر بأن المعارضة ستخرج الناس للشارع ولم يحدث.. ما هي الضمانات هذه المرة؟
- المرة السابقة كانت زيادة أسعار، وهذه المرة أكبر بكثير من ذلك، هي شد الحزام والشعب السوداني لم يعد لديه حزام ليشده.
* ما زال البعض يعتقد أن المفاصلة بينكم والوطني تمثيلية.. ما حقيقة هذا الأمر؟
- هذا الاعتقاد مرده إلى بداية الانقلاب وعبارة (اذهب إلى القصر رئيسا وسأذهب إلى السجن حبيسا) وظلت هذه الفرية تطاردنا حتى الآن. ولا يمكن أن يكون ما حدث تمثيلية، عدد من الناس مات وثلث البلد ذهب، وسجون ومعتقلات. وأقول لكم هذه المفاصلة حقيقية، وبعض من لديهم عداء مع الحركة الإسلامية يروجون أن النسخة الجديدة من الحركة تشبه القديمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.