التغيير في أصله هو الانتقال من حالة راهنة الى حالة أخرى... وهو إيجاد واقع مختلف من الذي نعيشه الى حقيقة أخرى.. فالتغيير يكون من أجل فكرة أو مبدأ أو تغيير من أجل الحياة.. التغيير أصبح لغة الشباب الذي يرى فيه مستقبلاً أفضل.. وفرصاً أكبر.. وتحقيقاً لاحلامه وطموحاته.. بل أصبحنا كلنا نريد التغيير.. التغيير من أجل الحقيقة.. التغيير من أجل الحرية.. التغيير من أجل الوطن... التغيير من أجل التغيير. كلنا عين على الأحداث التي تمر بها البلدان العربية، ورأينا ما بدأت به تونس من طلب للتغيير وأصبح ثورة من أجل الرحيل وما نادى به شباب مصر.. أصله تغيير وتحول الى ثورة غضب اجتاحت مصر ومازالت.. واليمن التي ردت فيها السلطة بالعنف غير المشروع.. ضد حق مشروع.. أما ليبيا وصل الوضع الى حد الإبادة وتغيير المعالم لثورة من أجل تغيير الشعب. وليس مخفياً على أحد ملامح الأحداث هنا فرياح التغيير تهب.. فلقد ضاقت الحياة بالناس وكثرة مشاكلهم وهمومهم من أجل لقمة العيش.. والتعليم.. وتفاصيل حياة يومية واقعها مر.. وأصبح صوت الناس يرتفع.. والمشاعر تكبت.. والانفجار أصبح وشيكاً.. وكلهم ينادون بالتغيير.. وفي كل مراحل التغيير توجه فجوة أو نسميها مشكلة وهو كيفية الانتقال من حالة الى حالة أخرى؟! وكيف نواجه العقبات ونزيلها؟!.. كيف نستطيع تغيير الواقع دون أزمات؟!..... فالتغيير هو رفض للواقع واتيان بواقع آخر يختلف عن الذي سبق في أصوله وأساسه.. فكيف نصنع التغيير..؟ هل نصنعه بالقوة ؟!!.. أم نكتبه بحروف من دماء الشباب..! وعلى الحكومة القبول بمبدأ التغيير.. بل وإعداد أرضية له.. عليها إيجاد الحلول.. واكتشاف العقبات والثغرات بين الواقع وحالة التغيير.. عليها أن تساعد الشباب وتساندهم حتى يجدوا آلية جديدة للتغيير عليها أن تسمع لهم.. وتملكهم الفرص، وتترك لهم حرية التعبير والاختيار.. فالثورات التي اندلعت لم تكن منضوية تحت أي لواء أو حزب، ولا تستطيع الأحزاب أن تصنع ثورة ولا تستطيع أن تحارب نظاماً.. ولا تستطيع المعارضة الداخلية أو الخارجية أن تغير أحداثاً.. ولكن الشعب يستطيع، فالحوار مع الشعب أجدى وتفهم الشباب أنفع.. وأيضاً الشباب عليهم أن يفهموا أن التغيير سهل ولكن تبعاته أكبر... وأشباح التغيير التي تنادي بثورات غير مدروسة ومناورات عشوائية، قد تؤثر في كيان وطننا الذي يعاني من علات كثيرة... فالتغيير يبدأ بصوتك الذي هو ملكك تعطيه من تريد.. ولتكن صناديق الاقتراع فرصة لتغيير يكون درساً للشعوب، وبداية لصنع تغيير راق وآمن يحفظ للحكومة انجازاتها.. وللشعب حقه في الاختيار.. ونبعد الطامعين والحاقدين.. وأصحاب الفتن.