لا يختلف اثنان حول أهمية الشرطة ودورها في تأمين حياة الناس وكما يقال «الشرطة في خدمة المجتمع»، وهي التي تتمتع بسلطات غير محدودة لحسم كثير من القضايا والمشاكل وهي.. وهي.. وهي.. إلا أن بعض الناس يحاولون تقويض بعض أدوارها والتشكيك في بعض منسوبيها، لكن السلوك الذي تقابلهم به ينم عن أن الشرطة مؤسسة وليست أفراد، وأن أفرادها بشرٌ عاديون يمكن أن يصدر عنهم الخطأ ولم تغفل ذلك ولديها مؤسسات لتقويم مؤسساتها.. لكن ظلت الشرطة المجتمعية تشكل حيزاً في مخيلتي وهي أيضاً من مؤسسات الشرطة التي تؤدي دوراً مهماً في منع الجريمة، لأن الشرطة لا تحاسب المجرمين بعد وقوع الجريمة فقط، بل تحاول منع وقوع الجريمة أصلاً.. لذا نقول إنها قد أفلحت عندما أنشأت الشرطة المجتمعية التي تعمل في مجالات حفظ الأمن وتدرب من يقومون بتثقيف المجتمع بحقوقه وواجباته خاصة حقوقه القانونية. ورغم أن التجربة قد أوجدت من يقف ضدها أو يهاجمها، لكن لشيء في نفسه أو لبعض التصرفات التي قد تنجم عن بعض منسوبيها، إلا أن الدور الذي تلعبه لا ينكره أحد فمجرد وجود بسط الأمن الشامل في الحي يدعو للاطمئنان والاستقرار، لأن المواطن يحس أن الشرطة بجانبه وأنها قد تحل مشاكله دون أن تدون ضده بلاغ في دفاتر الشرطة الأم، والذي قد يتطور ويصل المحاكم والسجون، لكن الشرطة المجتمعية استطاعت أن تمتص بعض المشاكل الصغيرة وتستمع «لكبسور» الأحياء دون أن ترهق المجتمع أو تزعج الشرطة. المهم سادتي كنت حريصة على أن أكون حضوراً في اجتماع المجلس الاستشاري لمنسقية المرأة بالشرطة الشعبية، والتي تجلس على رأسها الأستاذة ابتهاج إبراهيم النقر التي رتبت لاجتماع المجلس الاستشاري الذي ترأسته مستشارة رئيس الجمهورية الرائعة رجاء حسن خليفة والتي أدارت الاجتماع بقدراتها العالية حتى خرج بالفائدة المرجوة منه بعد تلاقح الأفكار بين الشرطة الشعبية ومستشاريتها. سادتي لقد عرفت الخطة الطموحة للمنسقية مع تقرير الأداء للعام الماضي.. وحقيقي لقد أكدت هذه المنسقية من خلال برامجها وتقارير أدائها أنها يمكن أن تلعب أدواراً كثيرة، خاصة في مجال التثقيف القانوني بحماية المرأة أو المجتمع بالمشاكل التي يمكن أن تحدث لهم وبالأخص في الجوانب الأمنية، هذا بالإضافة للأدوار الأخرى المهمة التي تلعبها في المجتمع.. ولعل أدوارها بدأت تظهر بعد الخبرة العالية التي اكتسبتها من خلال الممارسة.. ونحن نحييها لأنها «تستشير فما خاب من استشار».. بالإضافة إلى أنها تسعى سعياً حثيثاً لعرض معوقاتها وتعمل على تذليلها.. صدقوني إذا أفلحت هذه المنسقية في تنفيذ خططها فسيحصد المجتمع الخير الكثير.