{ كان حماس ابنتي الكبرى - تلميذة الصف الرابع أساس - كبيراً وهي تصر على تلقيننا كل ما عرفته خلال المحاضرة القيمة التي قدمها لهم رجال الشرطة الشعبية والمجتمعية داخل الحرم المدرسي بغرض التوعية والإرشاد، وكنت حتى وقتٍ قريب لا أستطيع الفصل فعلياً بين إدراكى لمهام شرطة أمن المجتمع الشهيرة بالنظام العام، والشرطة الشعبية والمجتمعية. حتى تسنى لي مؤخراً الوقوف على دور الأخيرة الفعلي داخل المجتمع والذي تتخذت منة اسمها، والشاهد أن رجال الشرطة الأمنية والمجتمعية، الذين يحلو لهم مناداتهم بالمرابطين، يقومون بالعديد من الأدوار الاجتماعية والإنسانية المقدرة التي كثيراً ما تتداخل مع اختصاصات سواهم من نشطاء الرعاية الاجتماعية والتكافل ورجال القانون. { ولكم أن تعلموا أنهم يقومون بدور رقابي فاعل داخل المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة، لا سيما داخل المجتمعات البسيطة بالمناطق الطرفية، إذ أنهم يحكمون الرقابة على سلوك الطلاب والطالبات ويقومون بعلاج الكثير من حالات الانحراف والسلوك المتطرف ويتداركون الأمور قبل وقوع الكارثة. وقد حدثتني إحدى السيدات بكثير من الامتنان عن ما قام به منسقو الشرطة الشعبية مع أسرتها بعد أن لاحظوا تطرفاً في سلوك ابنتها وعملوا على إنقاذها من بين يدي الكذب والخطيئة بينما كانت هي مشغولة عنها بالركض وراء لقمة العيش. كما تقوم المرابطات المتجردات بلعب دور كبير في القيام بعدة مناشط نسائية مفيدة يملأن بها وقت السيدات بدلاً عن إهداره وذلك من خلال حلقات الدرس والتلاوة وكورسات الحرف الصغيرة والتطريز والحياكة ودورات الإسعاف الأولية والتثقيف الصحي. { وتهتم المنسقيات المختلفة بالقيام بواجبها تجاه الأسر الفقيرة من خلال تقديم الدعم العيني اللازم لهم في المناسبات المختلفة والذي يقيهم الفاقة والعوز وذل الحاجة، لا سيما خلال شهر رمضان وفي عيدي الفطر والأضحى المباركين. كما أنهم يقومون بمد يد العون للأرامل والمطلقات والبائعات بالأسواق ويعملون على توجيههن وتعليمهن أصول دينهن بما يمكنهن من حماية أنفسهن وممارسة عملهن بشرف واحترام يفند العديد من ادعاءات ضعاف النفوس الذين يعتقدون أن أي امرأة خرجت للعمل في مهنة هامشية هي امرأة سهلة مستعدة دائماً لتقديم أي تنازلات. إلى جانب ذلك يقومون بعقد لجان (الأجاويد) أو الجودية الموجودة داخل جميع أقسام الشرطة بصفتها الرسمية للعمل على احتواء البلاغات الجنائية والشخصية المختلفة قبل تحولها إلى مشاكل نيابية وقضائية وقد حققوا – على حسب الوقائع – نجاحاً كبيراً في هذا الإطار وتمكنوا من إصلاح ذات البين وإنقاذ بعض الأسر من التفكك، حتى أنهم تمكنوا من عقد مصالحات في معظم جرائم القصاص والثأر عن طريق تهدئة النفوس وعقد التسويات. { من جهة أخرى لا يخفى على أحد ما يتم بفضل تقارير منسوبي ومرابطي الشرطة الشعبية والمجتمعية من الجنسين وملاحظاتهم الدقيقة داخل الأحياء، فكم ساعدت في اكتشاف خلايا فساد وإجرام وكم كشفت العديد من المخططات التخريبية. والأضابير تحكي عن الإنجازات المتعددة في ضبط المخدرات وبيوت الدعارة والإرشاد على المتمردين وكفالة الأيتام وإعانة الطلاب المتسربين من التعليم بسبب الحاجة على مواصلة الدراسة، وأكثر ما استوقفني ما يقومون به من رقابة في سبيل بسط الأمن وحماية أطفالنا من جرائم الخطف والاغتصاب والتحرش وسرقة الأعضاء. { وبهذا يتضح لنا الدور الصديق الذي تلعبه الشرطة الشعبية والمجتمعية في حياتنا. بجانب استعدادها الدائم لتأهيل وتدريب جميع المتطوعين الذين يودون المساهمة في عمل الخير الكبير هذا وفق إمكانياتهم. وأتمنى أن نتحول جميعاً لمرابطين منسوبين لها لنساهم في حماية مجتمعنا وتطويره وترقيته. { تلويح: تحية تقدير واحترام للمنسقية العامة للشرطة الشعبية والمجتمعية بمحلية جبل أولياء ورجالها وهم يستعدون في بادرة غير مسبوقة لعقد سمنارهم التداولي الأول بمشاركة كل الفئات في سبيل تطوير خدماتهم وخلق شراكة ذكية مع المواطن.. وبالتوفيق.