راصد بيت الأسرار كان يتجول في وسط الخرطوم، ووجد نفسه أمام عمارة بين فندق حديث ومقر شركة معروفة، تلفت يمنة ويسرة ليعبر الطريق لكنه شاهد وجوهاً معروفة لديه، منهم ناشر لإحدى الصحف وآخر يعمل رئيساً لتحرير إحدى الصحف ومحامٍ معروف.. شاهدهم يدخلون أحد المكاتب الأنيقة في تلك العمارة وظل يتابع بعينيه أولاً ثم بكل حواسه ثانياً ما يدور داخل المكتب المفتوح، وعلم من أحد العاملين أن الجماعة يستعدون لتأسيس شركة جديدة للطباعة والنشر والتوزيع، وأنهم بصدد الاستعداد لإصدار صحيفة جديدة. اهتم راصد بيت الأسرار بالأمر، وأخذ يتابع عن قرب وحول اهتمامه هذه المرة إلى المحامي والمستشار القانوني للمجموعة، على اعتبار أنه المعني بأمر التأسيس والتسجيل.. وسار راصد بيت الأسرار خلف المحامي الشاب إلى أن وصل إلى المكان المخصص للإجراء في شارع البرلمان، وتابع ما قيل له من قبل أحد العاملين بأن أي تصديق جديد أو تسجيل أو إعادة توزيع أسهم أو.. أو.. أو.. أو كل ما له علاقة بشركات النشر.. موقوف هذه الأيام ومنذ فترة.. ولم يعرف الراصد السبب حتى يبطل العجب. تاني.. رغم أنف الفصل! ü الديوان المهم والمطل على النهر الخالد قام مسؤولوه قبل عدة أشهر بفصل أحد موظفيه لأسباب كثيرة، وعلم الجميع بمن فيهم راصد بيت الأسرار نفسه الذي كان يتجول داخل المكاتب المبنية على الطرز الفيكتورية القديمة، علموا أن قرار الفصل كان نهائياً لا رجعة عنه في ميزان الأسباب.. لكن قبل فترة فاحت رائحة غريبة عن حديث خطير يجري التخطيط له.. وطبخة سيئة الصنع يتم الإعداد لها.. ومع تغييرات طالت قيادة هيئة ذات صلة بالكيل والميل والميزان ظهر ما أدهش الجميع بمن فيهم راصد بيت الأسرار الذي تداخلت أمام عينيه الصور، خاصة صور الخطاب المروس