وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير الإدارة العامة للمرور في حوار خاص «2-1»
نشر في آخر لحظة يوم 05 - 04 - 2011

رجل استثنائي جمع بين الحزم واللين.. أضاء عدة مناصب في الشرطة السودانية، ورسى به الطريق كمدير للإدارة العامة للمرور.. وكلما ارتقى الدرج ترك بصمة واضحة بما يملك من حسن سمتٍ وذكاء وبعد نظر.. وفطرة سليمة صقلها نهجه الصوفي، وقومتها شخصيته الوسطية.. أرسلنا له عدة أسئلة لنكشف بعضاً من ملامح خفية ونستنطق.. البواطن اللامرئية فأجابنا بابتسامة وغرامة..!
الطفولة وذكريات لا تنسى؟
- كانت الحياة غير معقدة مثلما الآن وعشنا طفولة تماثل التي عاشها كل الأطفال بمناحي السودان المختلفة، وهي صورة مكررة خاصة فيما يتعلق بالتربية، لأن الجميع يشارك في ذلك.. وقد نشأت في شمبات، وكل الذين حولي هم من أهلي الأقربين أعمامي وأخوالي، فنشأنا على احترام الكبير وتقديره.. وكذلك البيئة كانت مشبعة بالروح الدينية والحمد لله نحن ولدنا بعد الاستقلال وترعرعنا في كنف الحرية.. من ذكريات الطفولة روضة ست رقية، وهي معلمة وزوجها معلم عليهما رحمة الله، فقد تعلمت على يديها خط الحرف الأول وحفظت الأناشيد والقرآن والحديث بجرعات تتناسب وذلك العمر.. وبالمناسبة الروضة كانت مختلطة وأنا أحيي دفعتي في الروضة «نور» وأخريات. وطبعا أنا الحكاية دي بذكرها دائماً لأنها تميزني عن بقية دفعتي الآن بالشرطة، لأن معظمهم دخلوا المدارس قضاءً وقدراً، أما الروضة بالنسبة لهم حكاية من حلتنا من ناحية تاريخية أو عرفوها الآن بعد أن أصبحت ضرورة حتمية لتعليم مؤسس.
ضابط الشرطة يمتاز بالصرامة والقوة فأين تتجلى الإنسانية في هذه المهنة القاسية؟
- مهنة الشرطة عموماً تقوم على العمل الإنساني، وهي مهنة كل المبادئ التي تقوم عليها تتعلق بالمعاملة الكريمة والإنسانية للمتهمين والشاكين.. بمعنى آخر كل الأطراف الذين تتعامل معهم الشرطة وأوجدتهم الوقائع في ظروف استثنائية يتوجب أن تكون المعاملة معهم كريمة، أيّاً كانت صنعة الشخص الماثل أمامنا.. بالإضافة لذلك فإن رجل الشرطة الناجح هو الذي يكسب المجتمع إلى جانبه، وهو خادم لهذا المجتمع وليس بمتسلط، وهذا لايعني أبداً أن يكون رجل الشرطة باهت الشخصية أو ضعيفاً في أداء واجبه، وإنما الأمر بين ذلك قواماً، وأن يكون مرناً وفق ما يقتضيه الحال. فهنالك أحداث تتطلب مزيداً من الشدة والحذر والمهنية العالية، مثال لذلك تنفيذ القبض على عتاة المجرمين الذين يُتوقع مقاومتهم لهذا الإجراء، ومثال آخر التحقيق في جريمة تمس الشرف، تتطلب المحافظة على أسرار هذه الأطراف، وهي أمانة تتطلب درجة عالية من الحفاظ عليها.. ولذلك نقول الشرطة عموماً كمهنة لها أخلاقيات تُغرس في الشرطي عند تدريبه، بل هي ميثاق وعهد تتم المحاسبة عند الإخلال به وفق القوانين التي تحكم عمل الشرطي.
قلوب صناعية .. قبضة فولاذية.. ذكاء خارق كما يمتاز أيضاً رجل المباحث ؟
-أما رجال المباحث فهم في الأصل «شرطيين» بزي مدني لخصوصية عملهم.. ولابد أن تتوافر فيهم كل الشروط المطلوب توافرها في كل رجال الشرطة الصدق والأمانة.. الخ. بالإضافة لذلك نجد أن اختيارهم يتم بضرورة توفر الذكاء والمثابرة والشجاعة والإقدام والإيمان بمهمتهم.. ودائماً محاسبة رجال المباحث تكون أشد، عطفاً على مقولة «غلطة الشاطر بي عشرة»، لأن رجل المباحث يُعطى مساحة من التحرك، ويتمكن من الحصول على أسرار الناس أثناء أداء مهمته، ولذلك لابد أن يكون قوياً في تعامله.. مقداماً شجاعاً.. ويتعامل بذكاء، ولابد أيضاً أن يكون أميناً على كل تلك الأسرار التي يحصل عليها.
تنقلت من إدارة إلى أخرى في الشرطة أين وجدت نفسك؟
- تتعدد الوحدات بالشرطة، وعادة لايكون لنا الاختيار لنحدد الوحدة التي نعمل بها، بل من الأفيد لرجل الشرطة خاصة الضباط منهم التنقل من وحدة لأخرى، لأن في ذلك اكتساب مزيد من الخبرات في مجالات الشرطة المختلفة وتخصصاتها.. وأثناء تدرجنا في الرتب يختلف الأمر، فهناك الرتب الصغيرة عند البداية لابد من الإلمام بالعمل الاداري والجنائي وكذلك الفني سواء كان في مجال الحياة البرية أو الدفاع المدني أو الجوازات الخ.. لابد من أن يجد الضابط فرصته للإلمام بهذه التخصصات.. ثم تأتي القيادات الوسيطة، ولابد أن تُتاح لها فرصة العمل القيادي، فلايعقل أن تستمر طوال الخدمة تحت القيادة لابد أن تُختبر مقدراتها في القيادة وإدارة القوة ويتم توجيهها عند الخطأ، وذلك لصناعة قيادات لهذه القوة وهكذا الأمر، فالعمل في الوحدات المخصصة يختلف عن العمل بالولايات.. والحمد لله أنا كنت محظوظاً جداً أثناء خدمتي بالشرطة، فقد عملت مع قادة اتصفوا بالمهنية الشرطية المميزة وتعلمت على أيديهم فنون العمل الشرطي بتخصصاته المختلفة، خاصة في المجال الجنائي فقد عملت مع الفريق عباس مدني والفريق عبد الله عبده كاهن والفريق محمد الحسن يوسف والفريق أبوشامة والفريق أبو هالة والفريق محمد الحسن عبده وعدد كبير من أميز قادة الشرطة لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، ولكن سيظلون في القلب وفاءً وتقديراً.
ما التغيير الذي أحدثته في تلك الإدارات؟
- عملت مديراً لشرطة جنوب دارفور في ظروف استثنائية، وكنت الرجل الثاني لشرطة ولاية كسلا وأيضاً كانت ظروفاً استثنائية.. وفي تقديري الخاص فقد اجتهدت في الموقعين، أما التقييم فمتر وك لرؤسائي والمواطنين بتلك المواقع.. وأنا فخور جداً بأنني أول من أنشأ شرطة نجدة خلاف الخرطوم بولاية جنوب دارفور بمؤازرة من والي الولاية آنذاك المهندس الحاج عطا المنان، وقد أسهمت في استتباب أمن مدينة نيالا بصورة واضحة، وكنا نستخدم الرقم 999 حيث كان متوقفاً بالخرطوم.. وكذلك أنشأنا وزملائي فندق ساهرون بمدينة كسلا، وهو الآن معلم مهم بالمدينة يوفر الأمان لنزلائه ومكان للترويح عن الأنفس مساء، وهو هديتنا لأهل كسلا الذين يستحقون هذه المساهمة، فقد بادلونا وفاءً بوفاء. عام 1989 عملت بالنيل الأبيض رئيساً لقسم شرطة الدويم، وكانت فترة هادئة وكذلك عملت بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات.. كل الذي ذكرت من تجوالي عبر الشرطة، ولكن يبقى محفوراً داخل الذاكرة والقلب انتمائي للعمل الجنائي ومباحث ولاية الخرطوم والمباحث المركزية، هنا نشأت وترعرعت وتكونت شخصيتي الشرطية، وقد جئت للمباحث المركزية برتبة الملازم من شرطة ولاية الخرطوم وظللت أتنقل بين أقسامها المختلفة.. وهذا موضوع كتاب ضخم فقد كانت المباحث تذخر بخيرة الرجال وأفضل الإمكانات وهي مدرسة عريقة في العمل الجنائي.. ومن عجائب الأمور أن كل الرتب التي ترقيت إليها كنت بالمباحث المركزية، وتظل هي صينية المرور لكل الوحدات التي عملت بها وهي التي صقلتني وارتبطت بها وهي التي تصنع الشرطيين المتميزين وأينما ذهبوا بعدها سيكون النجاح حليفهم .
من خلال عملك في المباحث.. قضية فشلت في الإمساك بخيوطها ولازال الجناة أحراراً؟
- حادثة حي الواحة بكوبر أو حي عمر المختار، وهي تتعلق بالاعتداء على أسرة عبده محمد عبد الحليم، وكنتُ وقتها مديراً لشرطة محلية بحري المكلف، وجاء الأخ العميد عبد الباسط سعد جبارة، والذي استشهد فيما بعد إثر حادث مروري عليه رحمة الله، جاء ليستلم مني محلية بحري مديراً لها، حيث إنني نقلت إلى المباحث المركزية.. وقبل أن نبدأ في إجراءات التسليم رن جرس الهاتف، وكان المتحدث رئيس قسم حي عمرالمختار دفعتي العقيد أجانق زيج كوانج، وهو الآن بشرطة الجنوب وأخبرني بأن هنالك أسرة بأكملها تم الاعتداء عليها ليلاً وتم اخذهم لمستشفى بحري وأخطرت الأخ العميد عبد الباسط وأرجأنا عملية التسليم وأخطرت مدير شرطة الولاية الفريق عمر الحاج الحضيري وتحركنا إلى موقع الحادث وكان المنزل مسرح الحادث به أعداد كبيرة من المواطنين وبوصول الأتيام الفنية بدأنا في معاينة مكان الحادث وسجلنا ملاحظات كثيرة وبذلنا جهداً كبيراً لجمع آثار متعددة لتعيننا في الوصول للجناة فيما بعد.. هذه القضية أشرفت عليها وكان معي عدد مقدر من الضباط المختصين وتفرغنا تقريباً لمدة عام كامل بحثاً عن الجناة ورغم عدم نجاحنا في إثبات ارتكابهم للجريمة البشعة إلا أنني أجزم بأنه وإن طالت المدة لابد أن ينالوا عقابهم. هذا الملف مازال مفتوحاً وأؤكد أن هنالك من يعلم الحقيقة ولكنه لايريد أن يفصح عما حدث، والأيام كفيلة بأن تتضح حقيقة هذه المأساة، ولا أريد أن أخوض في التفاصيل ولكنني على يقين طالما أن الملف مازال مفتوحاً ستظهر الحقيقة وأنا مازلت أتابع هذه القضية عبر زملائي الذين استلموا هذا الملف من بعدي، وهي حقيقة من القضايا التي تستحق المتابعة.
وضح لنا الاختلاف بين وسائل وآليات التعامل مع الجرائم الجنائية والمخالفات؟
-المباحث المركزية مجال عملها مرتبط بالجريمة، والإدارة العامة للمرور تتحدث عن مخالفات، وقد صُنفت بعض المخالفات المرورية بالقانون الجديد باعتبارها جنائية، مثال لذلك تخطي الإشارة الضوئية الحمراء، وهو تطور طبيعي لخطورة هذا السلوك.. وعموماً رجل المرور يتعامل مع المخالفين بعين القصد الجنائي في أفعالهم، أما المباحث المركزية تتعامل مع عناصر متمرسة في العمل الإجرامي، ولذلك تختلف طبيعة العمل هنا وهناك.. والآن نحن ندرب أنفسنا ومنسوبي المرور على العلائق الحميمة والتقدير لاحترام مستخدمي الطريق، وهنا يمكن أن تتوفر الابتسامة والشراكة والصداقة.. أما في المباحث أيضاً محاربة الجريمة والمجرمين تتطلب التعاون مع المواطنين في توصيل المعلومات عن أوكار الجريمة والمجرمين.. ويمكننا أن نقول رغم اختلاف المهام لكن الهدف واحد، وهو سلامة أرواح وممتلكات المواطنين جنائياً ومرورياً.
سافرت من الخرطوم إلى كوستي بزي مدني كراكب عادي كم مخالفة رصدت؟
- عندما سافرت بالزي المدني عبر طريق الخرطوم كوستي في بداية تسلمي لمهامي بالإدارة العامة للمرور قصدت أن ألفت انتباه مستخدمي طرق المرور السريع لأهمية الحيطة والحذر والالتزام بالضوابط المرورية.. بالإيحاء بأن المسؤول في أي لحظة يمكن أن يكون معهم أثناء الرحلة، وقصدت أن أحرك الرأي العام خاصة عبر الإعلام لتكون قضية المرور هي الأولى، وأن يدار نقاش كبير حولها، لأن الحوادث في تلك الأيام تعددت وحصدت عدداً من الأرواح، واعتقد أنني نجحت في إضافة هدفي والحمد لله.. وأيضاً كانت هناك فوائد متعددة من هذه الرحلة، حيث وقفت بنفسي على عدد من الملاحظات بعضها يتعلق بمستخدمي الطريق وبعضها يتعلق بمنسوبينا وطريقة أدائهم للمهام الموكلة إليهم.
تُمنح الرخصة العامة بكشف طبي عام، ألا تظن أهمية الكشف على الحالة النفسية ومستوى الكحول والمخدرات في الدم؟
-الرخصة العامة يتطلب الحصول عليها إجراء فحص طبي يشمل كل المطلوب لتأكيد سلامة الشخص صحياً ليكون مؤهلاً لحمل هذه الرخصة، ومن ضمن ذلك التأكد من سلامته نفسياً والاطمئنان على عدم استخدامه للمخدرات.. والآن هناك مقترح أن يكون هنالك فحص دوري كل ثلاثة أشهر لسائقي البصات السفرية والشاحنات عموماً، وهو مقترح موضوع أمام مجلس تنسيق السلامة المرورية .
الإشارة الحمراء متى تضيئها في منزلك؟
- في منزلي إشاراتنا كلها خضراء والحمد لله، وأكون حريصاً جداً لاستخدام الإشارة الحمراء، حيث إنني أؤمن بالحوار خاصة في إقناع من أتولى أمرهم بسلامة، أو خطورة واقعة أو سلوك معين.. والحمد لله الحركة تنساب بهدوء واطمئنان داخل أسرتي وهذه نعمة كبيرة أنعمها الله علي، وأنا متأكد سببها رضاء والدتي رحمها الله علي.
بصراحة هل تربط الحزام يومياً.. ولماذا يرفض السائق السوداني ربطه؟
-أنا ملتزم التزاماً كاملاً بربط الحزام حتى لو كان المشوار لنصف كيلو أو أقل طالما أنا داخل السيارة، بل ألزم من يركب معي بربط الحزام سواء كان بالمقعد الأمامي أو المقاعد الخلفية لقناعتي التامة بأهمية ذلك، والحقيقة هي ليست عولمة أو حضارة جاءت أخيراً إنما هي سلوك تأصيلي نابع من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث وجهنا بأن نعقلها ثم نتوكل.
وأنت تقود سيارتك اتصل بك وزير الداخلية ألا ترد على الجوال؟
-المسألة في غاية البساطة ومافي أي مشكلة، مباشرة أقف بجانب الطريق بعد أن أطمئن لسلامة وقوفي وأرد على سعادة السيد الوزير.
كيف ترفه عن نفسط من زخم المسؤوليات؟
- بأمانة الترفيه أصبح إسرافاً في هذا الزمن، لأن كل الوقت أصبح رسمياً ونادراً ولا نجد المساحة للترفيه، ومعظم الترفيه لايخرج عن التنقل بين الفضائيات علَّنا نجد أغنية أو مدحة معتقة تزيل عنا جدية الحياة و تثير فينا المشاعر اللطيفة أو تحلق بنا في حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
أغنيات تثير شجنك؟
-الأغاني كثيرة ومبدعو بلادي كثر وتحية لهم جميعاً فهم يزرعون الأماني الخضراء ويفتحون مسارات للترويح عن الأنفس.. ونحن وكثير من يشابهنا في المهن محتاجون لهذه اللحظات.. وتربطني هواية استماع خاص لعدد من الأغاني تتوزع بين صلاح بن البادية وعثمان حسين وعاصم البنا ومحمود تاور وآخرين ،ولي اهتمام خاص بالفرق الكوميدية والطُرَف، واعتقد أن بالسودان إماكنات كبيرة خاصة في المجال الكوميدي.. وتعجبني طريقة أداء محمود تاور لأغنية ارجع تعال عود ليّ، وأكرر سماع أغنية كلمة وليلة السبت لصلاح بن البادية.
متى يبكي اللواء عابدين؟
- ذرفت الدمع كثيراً عندما فارقت أعزاء أحببتهم، ويتكرر المشهد كلما جاءت ذكراهم أو صادفت أثرهم، وبكيت فرحاً مرات أقل من البكاء حزناً، وعلى كل نحمد الله أن رزقنا نعمة النسيان، وفي اعتقادي أنها من أعظم النعم.
تحذير شديد اللهجة لم توجهه؟
-التحذيرات كثيرة، ولكن أهمها تحذير للشباب ألا يضيِّعوا عمر الشباب فيما لاينفع، وأن يظلوا صحيحي العقل والجسم، وأن يقاوموا كل مغريات العصر، رغم صعوبة هذا الأمر، ولكن بمتابعة من الآباء والأمهات يمكن أن نوفر بيئة صالحة ليترعرعوا فيها، واضعين في الاعتبار أن استهداف الشباب أصبح من أهم وسائل محاربة الدول.. فلا للمخدرات وكل المحرمات ونعم للسلوك الطيب والاعتدال في السلوك.. وأمر آخر أشد خطورة من المخدرات، وهو التطرف الذي يعمي العقول.
هل تحرِّر مخالفة لامرأة إذا لم يوجد شرطي مرور غيرك؟
-عموماً النساء مستخدمات الطريق أكثر انضباطاً من الرجال ولابد أن تكون هناك مسامحة لحواء، فهي تستحق ذلك منا معشر الرجال.. وقد وصانا الحبيب المصطفى أن نستوصى بهن خيراً، ولا اعتقد أن سلوكنا معها بالطريق خارج هذه التوصية.. ولذلك وجهت منسوبي المرور بتعامل خاص مع المرأة مستخدمة الطريق.
ما علاقتك بالطرق الصوفية؟
- سلكت طريق التصوف وأنا في بداياتي بالثانوية العليا، وقد كان لي مانعاً وحافظاً من كثير من المصائب خاصة وأننا قد عشنا في تلك الفترة وكل أبواب الحرام مشرعة.. فتحية لأهل الله وكل الدعاة الهادين المهتدين أهل الشريعة والحقيقة المعتدلين.
رفعت شعارالابتسامة.. ألا ترى أن الغرامة والابتسامة لا يلتقيان؟
-الابتسامة والغرامة هل يلتقيان، هذا السؤال أجابته تحتاج لشرح طويل.. نحن عندما وعدنا بأن نوفر رجل مرور مبتسم، قصدنا أن تتغير العلاقة بين رجل المرور ومستخدم الطريق من النظرة العدائية، ولابد من أن يكون الاحترام متبادلاً بين الطرفين.. ورجل المرور موكل بتنفيذ القانون وواجب عليه أن يتعامل مع مستخدم الطريق أثناء تأدية هذا الواجب بما يحفظ كرامته.. وأيضاً على المواطن مستخدم الطريق أن يقدر المجهود الذي يبذله رجل المرور لتوفير السلامة المرورية للجميع، بل علينا أن نرفض السلوك الخاطئ الذي يبدر من بعض مستخدمي الطريق.. أما رجال المرور فهم ينتمون لمؤسسة نظامية تحكمها القوانين، وعليهم واجبات والتزامات مهنية و الإخلال بها يوجب المحاسبة. عموماً لا اعتقد أن الابتسامة مستحيلة إذا تفهم كلٌ دوره، وإذا استحالت في الصيف علينا أن نحاولها أثناء الشتاء أو خلال غيم الخريف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.