العنوان أعلاه المقصود به صاحبكم العبد لله ولا غيره ، فقد تحول اسمه من عبد العال السيد إلى ( عبد العال السيئ ) ، عفوا خليكم ( معايا في الدرب الطويل ) ، الحكاية إنني قبل فترة توقفت عن الكتابة لمدة ثلاث أشهر ، وحينما حاولت العودة مرة أخرى إلى فضاء الصرخة وجدت أن الصمت هو سيد الكلام ، فأشتريت دماغي من وجع الكتابة اليومي وهمومها ، وخلال فترة التوقف اكتشفت بصراحة وبدون نرجسية أو تكسير ( تلج ) لنفسي الأمارة بالسوء ، أن هناك أشخاصا كثيرون ظلوا يسألون عن أسباب غياب العبد لله عن الصراخ اليومي السخيف ، ولم يجد هؤلاء الأحباء ومن بينهم زملاء في مهنة المتاعب ، إجابة شافية للقبض على صاحبكم الهارب ، بعض المحبين اتصل هاتفيا وآخرون أرسلوا رسائل في الفيسبوك والبريد الالكتروني ، لكن وسط هذا الزخم من التواصل كنت أتساءل في نفسي هل أنا رجل سيء ، لدرجة أن بعض الأشخاص الذين كنت أعتقد أنهم أصدقاء على سن ورمح لم يلاحظوا غيابي ،؟ قلت في نفسي كنت اكتب عمودا يوميا وأكيد أن الأصدقاء يتابعونه في بعض الأحيان ، وحينما غبت لماذا لم يلاحظوا هذا الغياب الطويل ؟ وهل خلال هذه الفترة لم يخطر ببالهم أن أكون قد انتقلت إلى الضفة الأخرى أو إنني مريض أو ربما حدثت لي ظروف طارئة منعتني من الصراخ اليومي ؟ ، سألت احد الأصدقاء الحميمين في الغربة البطالة وقلت له أن غيابي لم يلفت نظر مجموعة من الأصدقاء وذكرت له أسماءهم واحدا واحدا لكن صاحبي اللئيم ( لم يبرد ) بطني ولم يمنحني إجابة شافية ، وقال بالحرف الواحد ربما يعتقد هؤلاء أن اسمك تحول من عبد العال السيد إلى ( عبد العال السيئ ) الله يخرب عقلك يا صاحبي ، جبناك فزعة بقيتا وجعه ، بالمناسبة بعد أن صارحني صاحبي بالواقع ، أقنعت نفسي إنني ربما أكون زول سيء جدا في نظر أصدقائي خصوصا ألتيجاني حاج موسى ومحمد نجيب محمد علي وعبد الوهاب هلاوي وبقية أصدقاء الزمن الجميل وما أكثرهم ، المهم هذا المشهد يكشف بشفافية أن الإنسان مهما بلغت درجة علاقته بالآخر فهو يسد أذنا من طين والأخرى من طين أيضا طالما انه لا تربطه أي مصلحة حياتية مع الآخر ، أقول قولي هذا وأنا اقسم بأغلظ الإيمان أن المصالح هي التي تسير العلاقات الديناميكية بين البشر ، وحتى على صعيد الدول فأن العلاقات تحدد مدى الارتباط بين الرؤساء والزعامات ، وبالنظر إلى الأزمة الليبية نجد أن ديكتاتور ليبيا معمر ألقذافي يحمل درجة أسوأ زعيم في العالم ولكن رغم ذلك فأن الدول والرؤساء الذين تربطهم به مصالح لا يزالون يحاولون الدفاع عنه ، كم كنت أتمنى أن أجد من يسأل عني من الأصدقاء في غيابي وفي اغترابي ، ، المهم لا أنسى أن اخص بالشكر أشخاص أكن لهم الود والاحترام ومن هؤلاء صاحبنا الشفيع عبد العزيز مدير إدارة البرامج في النيل الأزرق ، والدكاترة الموسيقار أنس العاقب ، وأختي الفاضلة الزميلة الدكتورة فدوي موسى صاحبة (سياج) والزميلة الشاعرة والإعلامية المرهفة داليا الياس صاحبة ( اندياح ) وآخرين احمل جميلهم في عنقي ، يازول روح برضك سيء .