مأساة تدمي القلوب وتقطع الأوصال، دموع الحسرة والألم غيرت ملامح أمها وحولتها من شابة في العشرينيات من عمرها إلى امرأة تعدت السبعينيات.. أم لم تذق طعم الحياة أربعة أشهر منذ فقدان ابنتها ذات الثلاثة أعوام، إنها فاجعة وكارثة إنسانية هزت قلوب كل الأسر السودانية.. صور الطفلة البريئة وحيدة أبويها.. الأم تتفوه بكلمات متقطعة تقطر حزناً وأسى وحسرة! الأب المكلوم يصارع الإنهيار ويمتص الألم ولكنه يخرج كلمات مليئة بالألم.. صابر وصامد يكتم أحزانه حتى لا تنهار زوجته ويفقد الاثنين معاً زوجته وابنته التي لا تعرف إلا القدرة الإلهية مكانها.. ماذا جرى لها فهل هي ما زالت على قيد الحياة. الأب مأساته كبيرة فهو عماد الأسرة يبحث عن فقيدته في كل مكان حتى بين لعبها وملابسها التي تركتها المفقودة بالمنزل، ويصارع الأحزان فمن يمسح له دموع الألم. المشاهد وصور الطفلة البريئة «بانة» التي بثتها قناة النيل الأزرق في مشاهد درامية حزينة، والموسيقى التصويرية والأغنية الحزينة هزت مشاعر كل المشاهدين، فالجميع اغرورت عيونهم بالدموع الساخنة حزناً على فقدان الطفلة وحالة أبويها ومشاعر الحزن والأسى التي كست ملامح وجهيهما. السودانيون سيظلون دائماً يتعاطفون ويشاركون بعضهم في الأحزان والأفراح ويقفون سنداً ويقدمون يد العون والمساعدة لكل مستغيث ولكل من يطلب المساعدة، ويتأثرون لكل فاجعة أو مكروه يصيب أي من أهله.. لذا فالجميع يتعاطف مع أسرة الطفلة بانة والجميع يتضرع ويتوسل إلى الله أن يرد الطفلة إلى والديها وأهلها وذويها.. والمناشدة التي خرجت من دواخل والدة الطفلة المفقودة ستجد كل الاستجابة من الجميع، ولعل كل منا يبحث عن الطفلة بانة ويضع في اعتباره أنها طفلة كل أسرة وابنة كل أم وأب تجري في عروقهم الدماء السودانية الصافية. قصة الطفلة «بانة» التي روعت كل الأسر السودانية لن تنمحي ذكراها وصورها من مخيلة من شاهدوها في قناة الأزرق.. وأي أسرة سودانية.. اعتبرتها ابنة لها.. حتى الأطفال الصغار ومن هم في عمرها.. سألوا أسرهم أين ذهبت «بانة».. السؤال الذي لم يجد إجابة حتى الآن.. أمها تعيش على أمل أن تجد ابنتها المفقودة ومن قراءة وجهها الحزين تتحدث أساريرها أن ابنتها تائهة ومفقودة.. وأنها على قيد الحياة.. لكنها قابعة في مكان ما وستعود حتماً إلى أحضان الأسرة. تأثرنا كثيراً وتأثرت جموع الشعب السوداني بكل عائلاته وأسره.. ومن هنا وعبر منبر جريدة «آخر لحظة» صحيفة كل الشعب السوداني.. نناشد المواطنين فرداً فرداً أن يبحثوا عن الطفلة «بانة» ومن يجدها يبلغ عنها والصحيفة مفتوحة ليلاً ونهاراً لمن لديه أي معلومة عن الطفلة «بانة».. فكلنا آباء وأمهات وأسرة لها.. كلنا ثقة وبتوفيق من عند الله عز وجل أن «بانة» ستعود إلى أسرتها وإلى أحضان والديها.. والله الموفق..