أبدى بعض المواطنين تخوفهم من تطبيق الشريعة الإسلامية بعد 9/7 المقبل وقد قمت بعمل تقرير صحافي مع بعض المختصين إذا كان هناك مبرر لتخوف الناس من تطبيق الشريعة.. وهل يعود ذلك لأنهم يتخوفون من تطبيق الشريعة كما حدث في عام 1983م.. أم أنهم يتخوفون من تطبيق النموذج الأفغاني في السودان؟ ففي ظني أن معظم المتخوفين من تطبيق الشريعة من النساء، لأنهن يخشين من تدخل السلطات في الأزياء التي يرتدينها رغم أن غالبها لا يتعارض مع الشريعة إذا أضيفت إليه بعض اللمسات، فقد سمعت إحداهن تنصح ابنتها التي ترغب في شراء بنطلون بأن لا تشتريه، لأن الشريعة (قربت).. وغيرها كثر، فالكل يعتقد بأن 9/7 ستعلن حالات التأهب القصوى لتطبيق الشريعة وسيتجول المحتسب لإرغام الناس على تطبيق الشريعة في حياتهم العامة.. لكن المختصين سادتي أكدوا أن هذا الأمر لن يأتي بالقوة.. ولن يتم تنفيذه بالقرارات.. وإنما بثورة تثقيفية وتعريفية بالشريعة الإسلامية وبالزي المفترض أن يلبس.. وبالحفاظ على الشارع العام. وفي ظني أن الحكومة يجب أن تتبع أساليب جديدة حتى تصل لتطبيق الزي الإسلامي، فهي سادتي وفي هذه المرة تتعامل مع طبقة مثقفة ومتعلمة تعتقد أن ارتداء أي زي حق لها.. وأنه اختيارها هو الأفضل. سادتي لقد كتبت في هذه المساحة من قبل أن الاستلاب الثقافي الذي كنا نتخوف منه قد أصبح واقعاً معاشاً، أثر على كل سلوكنا وغيّر نمط الحياة وبعض مفاهيم المجتمع، فالشريعة سادتي أنزلت لتهذب حياة الناس ولتحفظ حقوقهم ولا يجب التخوف منها، بل على العكس يجب أن نطالب بها ونحرص على تطبيقها كما جاءت وبطريقة صحيحة، وأظن أن على الجميع التفكير في كيفية إنزالها لأرض الواقع خاصة وأن السودان ظل يطبق الشريعة منذ أمد بعيد، وكل قوانينه وعاداته وتقاليده تعتمد على الإسلام، لذا لن تأتي الحكومة بجديد غير تطبيقها بصورة جيدة حتى تحافظ للمواطنين على حقوقهم.