شاهدت على الفضائيات تفاصيل اعتقال الرئيس لوران باغبورئيس دولة ساحل العاج السابق الذى رفض أن يتنازل عن حكم بلاده رغم خسارته للانتخابات مشاهد الإعتقال كانت مؤلمة أهينت فيها كرامته ولم يقابل لحظة الإعتقال بالشجاعة والصلابة التى تتوفر لبعض الطغاة بل توسل لمعتقليه بألا يقتلوه وهو الذي ظل يتحصن بقصره ويصدر أوامره بالقتل ليبقى فى كرسي الحكم . لم يعتقل باغبو لوحده وإنما اعتقلت معه زوجته وابنه وقصة الأبناء والزوجات فى عالم الرؤساء قصص ودراما لاتنتهي وصدق الله العظيم الذي يقول«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ الاية» 14 سورة التغابن الرئيس زين العابدين بن على رئيس تونس المخلوع زجرته زوجته ليلي الطرابلسي وهو يمتنع من ركوب الطائرة التى أعدت لتهريبه بعد أن أطبق عليه الخناق قائلة له ظللت ادفع ثمن غبائك طيلة حياتي معك وهو الذى رفعها من عاملة كوافير الى سيدة تونس الأولى ولكنها لحظات التلاوم عند موعد اليأس. الرئيس المخلوع حسني مبارك وبصوت خفيض متهدج أعلن براءته بنفسه من تهم الثروة الطائلة والقناطير المقنطرة من اليورو والدولارات التى اتهمه بها خصومه غداة مثوله أمام النيابة هو وزوجته وولديه والتى لم تكمل استجوابه وتوجيه التهم إليه لنقله الى المستشفى وقيل بسبب تعرضه لنوبة قلبية . الرؤساء يحكمون ولكنهم يحاكمون ولأن الكثير منهم لايعدل فى حكم شعبه فمحاكمة بعضهم قد لاتكون عادلة أيضاً نتيجة للضغوط الجماهيرية وقوة الرأى العام ضدهم وقد شاهدنا أمثلة لها مثل محاكمة شاوسيسكو فى رومانيا مطلع التسعينيات الماضية وصدام حسين فى يوم النحر . الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لخص أمر الحكام ومن ولي أمر أمته فى كلمات قليلات إذ يقول أفضل الصلات والسلام عليه اللهم من ولي من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به. أيها الرؤساء أرفقوا بأمتكم فلن تذلوا ولن تصوروا عراة ومرعوبين ولن تنتابكم النوبات القلبية لأن الله سيرفق بكم ويرحمكم . جمعة مباركة