وصلتني هذه الرسالة من الأستاذة آمال سراج تُعقب فيها على «ستون جلدة لطفل العاشرة» ولم يكن رد الأستاذة آمال سراج هو الأوّل فقد أثار الموضوع ردود أفعال واسعة وتلقيت عشرات المهاتفات والرسائل الإلكترونية لكنها - أي الأستاذة آمال - زودتنا بقصتين جديدتين حول نفس الموضوع - العقاب البدني - وقد كانت شاهدة على إحدى القصتين المؤثرتين... نفرد لهما مساحة «بُعد ومسافة». الأستاذ مصطفى أبو العزائم، قرأت بجريدة «آخر لحظة» يوم الخميس 24 ديسمبر 2009 تنويهاً على (ستون جلدة لطفل العاشرة) قلت في نفسي لقد دخل الساحة نوع جديد من مرتكبي جرائم العنف ضد الأطفال، ومن عمودك المقروء «بُعد. ومسافة» ليوم الجمعة عرفت أصل الحكاية، وإن معلماً بإحدى المدارس الخاصة عاقب أحد تلاميذه لأنه لوّث أرضية الفصل باندلاق زجاجة مياه غازية «!». إليك وللقاريء الكريم حكايتان وقصتان بنفس مسرح «الجريمة» أقصد المدارس الخاصة ورياض الأطفال، الحكاية الأولى سمعتها من مصدر ثقة تقول: إن طفلاً عمره 8 سنوات يدرس بإحدى المدارس الخاصة مرض في الشهر الأخير من العام الدراسي الأمر الذي انعكس سلباً على أدائه في امتحان نهاية السنة، علماً بأنه جيد المستوى. ورأت إدارة المدرسة أن يُعيد الطالب العام الدراسي. وكان للأسرة رأي آخر نقلته أم الطالب لإدارة المدرسة وهو نقل الطالب وتعهدت الأم بأن تُكثف جهودها مع أبنها، وأن تُقيّم إدارة المدرسة مستواه بعد اختبارات الفترة الأولى إلأّ أن هذا الطرح لم يرض مديرة المدرسة وقبلته على مضض. وما أن غادرت أم الطالب المدرسة حتى جمعت السيدة المديرة معلماتها وأوصتهن: «كرهّوا المدرسة» (!) أما الحكاية الثانية فقد كنت شاهدة عيان عليها، مسرح «الجريمة» أقصد الحكاية إحدى رياض الأطفال فقد رأت جمعية رعاية المسنين في أحد أعياد المسنين أن تخاطب أطفال رياض الأطفال وتلاميذ مرحلة الأساس بدور الجد والحبوبة في طابور الصباح فذهبت لهذه الروضة لتوصيل هذه الرسالة من مجلس أمناء الجمعية. وجدت كل أطفال الروضة وقوفاً على شكل حدوة حصان وفي فراغ الحدوة كرسي رُفع عليه طفل( 5) سنوات ظهره مواجه للأطفال ومديرة الروضة واقفة تحمل خرطوش ماء بيدها استعداداً لجلد الطفل وسألت الأطفال: غلطان ولاما غلطان تقصد بالطبع الصغير المرفوع على الكرسي في انتظار الجلد.. وجاء رد زملاء الصغير وبصوتٍ عالٍ غلطااااان. ورفعت المديرة خرطوشها - ولكن - قبل أن تنزله على ظهر الصغير خاطبتها بصوت مسموع: معليش يا أستاذة المرة دي خلي عشاني، استدارت وفوجئت بوجودي فقالت مبررة فعلتها «كسر الكرسي. والكرسي قاريء الكريم مصنوع من الحديد (!) قصدت الصغير أنزلته من على الكرسي كان يرتجف كفرخ طائر داهمه المطر في غياب أمه. أصلاً كان اليوم بارداً بدليل ارتداء الصغار للمعاطف والفنايل. أجلست الصغير على حجري مسحت دموعه حضنته طويلاً هدأت نفسه المرعوبة كثيراً. وضعته أرضاً، اتجهت نحو الباب خارجة بالطبع لم أحدث المديرة عن غرضي. هرول نحوي الصغير، مدّ إلىّ فنلته ألبسته إياها. ابتسم بوجهي... لقد وجد الدفء. ولكن من يقنع أمثال هذه المديرة. أمال سراج