أجرته: ابتهاج العريفي تصوير: سفيان البشرى ما زال اجلاء أفراد الجالية السودانية بالجماهيرية الليبية متواصلاً بكثافة عالية، جراء الأوضاع الأمنية المتوترة فيها، بعد هجرة دامت سنين عددا.. «آخر لحظة» التقت بالمواطن صديق محمد زين حسين الترابي أحد العائدين من الجماهيرية الليبية، حيث مكث بها قرابة (واحد وعشرين عاماً) ليحدثنا عن العودة للوطن، والشيء الذي لفت انتباهه، والكيفية التي يتعامل بها الشعب الليبي مع السودانيين، بجانب الوضع في ليبيا، خاصة وأنه يعتبر من آخر الدفعات التي غادرت الجماهيرية فماذا قال: ذكر صديق بأن الحياة في ليبيا توقفت تماماً، وبالرغم من أننا توقعنا أن تنتهي الأحداث ونواصل أعمالنا، إلا أن ذلك أصبح خطراً على حياتنا، لذلك كان لابد من العودة لأرض الوطن.. ويضيف بأن الشعب الليبي شعب بسيط مثله مثل الشعب السوداني في تعامله، ولم يبدر منه شيء طيلة هذه الفترة، إلا بعد الأحداث الدامية.. وقد تعرض بعض السودانيين إلى نهب ممتلكاتهم من قبل بعض الليبيين. وعن العودة يقول إن السفارة السودانية قامت بترحيلنا عبر البوابة الغربية في تونس، ومن ثم إلى مخيم الصليب الأحمر الإماراتي الذي قدم لنا الكثير من الخدمات من سكن ووجبات وإسعافات لقرابة (أحد عشر يوماً)، ومنه توجهنا إلى مطار جدية في تونس، ومن ثم إلى مطار الخرطوم.. والآن لا نملك غير ملابسنا، إذ تركنا كل ما قمنا بجمعه خلال تلك السنوات. ويسترسل الترابي في حديثه قائلاً: لم أكن متحسراً لعودتي ولكني متحسر لفقدان عملي وكل ممتلكاتي.