عندما طرقت موضوع الزي الموحد في الجامعات وطلبت من رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير التدخل في هذا الموضوع وإصدار قرار بذلك كنت أستند على هموم الطلاب وأسرهم خاصة الاقتصادية منها.. بالإضافة لخروج الزي الذي يرتديه الطلاب عن الأعراف والتقاليد وأصبح لا يناسب أماكن العلم.. بل إن ضرره أصبح أكثر من نفعه.. ولعل رد الطالبة الذي نشرناه في هذه الزاوية والتي قالت «لي وللأستاذة زينب السعيد «خلونا نأكل عيش».. وحينها كتبت «وشهد شاهد من أهلها».. سادتي القضية كبيرة وذات أبعاد كبيرة والسكوت عليها يجعلنا مع الشياطين الخرس، ونحن لن نلعب هذا الدور. بالأمس تابعت المشكلة التي أثارتها طالبات جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا واعتصامهن رفضاً للزي الموحد، واعتقد أن هذا التصرف غير اللائق يؤكد أن تحت هذا الرماد ناراً مستعرة ويجب أن تطفأ بكل السبل، فجامعة السودان قد أعلنت تنفيذها للزي الموحد وكتبت ذلك في إعلان تسجيل الطلاب والطالبات، واعتقد أن كل من سجل في هذا العام يعلم تماماً أنه سيدخل للحرم الجامعي بالزي الموحد.. وقد حزنت جداً لتراخي الجامعة في تنفيذ القرار حتى أن بعض الطلاب كانوا يتهكمون على إدارة الجامعة لأنها لا تستطيع فرض الزي الموحد.. لكن والحمد لله قد عادت الجامعة وأكدت إصرارها على الزي ونحن نشد على يدها وندعوها للثبات على موقفها، لأنه الأقوى من موقف الطالبات اللاتي يرفضن الزي إما لأغراض شخصية من بعضهن، وإما لعدم الموضوع.. فالزي فرض لمصلحتهن أولاً ومن لا تؤمن بذلك عليها مراجعة موقفها. سادتي عندما طلبت من رئيس الجمهورية التدخل لأنني أعلم أن هناك بعض الطلاب يضغطون على إدارات الجامعات للتنازل عن قرار الزي الموحد، وعندما وجه بذلك في تخريج جامعة الرباط ظننت أن التوجيه قيد التنفيذ إلا أن هناك تراخٍ في بعض الجامعات أخر التنفيذ، ونحن نجدد طلبنا لجامعة السودان بالمواصلة وندعو بقية الجامعات لتحذو حذوها. المهم سادتي لديّ قناعة بأن الطالبات هن من دفعن الجميع للدعوة لفرض هذا الزي بالمبالغة في شكل الزي وألوانه، ولم أجد يوماً أن من يقف وراء تلك الأزياء غير أصحاب الفوضى والمرض وكثيراً ما نسمع «دي أهلا وين».. «دي أهلا ما شافوها لما طلعت».. وغيرها من الكلمات على تلك الأزياء وألوانها.. خاصة عندما تكون الواحدة منهن تلبس زياً قيمته تتجاوز ال«100» جنيه وتخرج بطاقتها الجامعية وتطالب بدفعها لنصف القيمة، سادتي هذه الأمور لا تستقيم وتدعو للدهشة.. فأعمار الطلاب الجامعيين ليست صغيرة وهم يفهمون جيداً أن هذا القرار لمصلحتهم، لذا نقول للمسؤولين ولأولياء الأمور لا تتنازلوا.. فالمصلحة ليست شخصية. حاشية: سحأول في هذه المساحة وضع أسعار الزي الذي ترغب الطالبات في ارتدائه ولكم أن تحكموا بعد ذلك: الكارينا: 15- 45 جنيهاً التونيك: 15- 45 جنيهاً بنطلون الجينز: 50- 120 جنيهاً الحذاء الملون: 15- 20 جنيهاً الطرحة: 5- 7 جنيهات المجموع 70- 237 جنيهاً يعني أن الفقيرة ترتدي زياً في اليوم قيمته «70» جنيهاً، والغنية ترتدي ب«237» جنيهاً، مع الوضع في الاعتبار عدم التكرار.. فإذا كانت السنة الجامعية في جامعة السودان ب«600» جنيه على الأقل وهن لا يستطعن دفع الرسوم.. ويلبسن بما يقارب «70» جنيهاً في اليوم.. إذا كانت لديها «7» لبسات فقط.. فهي تساوي «490» جنيهاً.. رأيكم شنو؟!