أخبار الحوادث صفحات أخبار الحوادث في الصحف هذه الأيام تطفح بحوادث كنا في الماضي نطالعها في الصحافة الأجنبية، فترتفع حواجب الدهشة والاستغراب لدينا الى أعلى الراس، ونستعيذ بالله منها ونحمده على نعمته علينا بأن عافى مجتمعنا السوداني منها، ونسأله أن يديمها علينا.. الجرائم لدينا أصبحت تشابه تلك التي عرفتها دول ومجتمعات أخرى، اتسمت بالانفتاح والتحرر منذ وقت بعيد.. الجرائم التي أعنيها هي تلك التي طابعها اجتماعي، وقد تزايدت بشكل مخيف، ودونكم عناوين صفحات الحوادث، ومحاضر أقسام الشرطة والمحاكم الجنائية.. من شاكلة أب يغتصب ابنته البالغة (7) سنوات حتي الموت!.. شاب يقتل والده! ..ابن يطعن والدته حتى الموت.. شاب يشطر قلب صديقه الى نصفين بسبب فتاة.. أب يقتل ابنته ذات الأربع سنوات بسبب تبولها اللاإرادي.. انتحار طالب جامعي بسبب هجران (محبوبته) له! أب يستخدم ابنته ذات الستة أعوام في ترويج المخدرات.! يحدث هذا والناس في غمرة ساهون شغلهم البحث عن لقمة العيش، والدولة مشغولة بمصائب السياسة وموبقاتها وبلاويها المتلتلة.. دارفور، القضايا العالقة، جنوب كردفان، النيل الأزرق، العدوان الاسرائيلي، الديون، العقوبات، شطب اسم السودان من قائمة الارهاب، الحوار مع القوى السياسية...الخ، والمرء لا يملك إلا أن يقول لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم أصلح لنا شأننا كله. قيدومة أخيراً أدلى السيد الصادق المهدي بشهادة لصالح الحكومة، لو كنت في مكانها لكتبتها بماء الذهب، فقد قطع المهدي بأنه لا يمكن اسقاط الحكومة عبر المظاهرات، وأن السودان ليس كمصر أو تونس، ولا أعتقد أن هذه الشهادة من زعيم حزب الأمة مجانية ومجرد اقتناع واعتراف بهذه الحقيقة، وإنما وراء الأكمة ما وراءها وربما تكون (قيدومة) لصفقة في الطريق ويا خبر النهار دا بفلوس بكرة يبقى ببلاش. السودان لها صحيفة نيويورك تايمز في عددها السبت الماضي ذكرت أن الإدارة الأمريكية أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف العقيد معمر القذافي، وأشارت الصيفة الى أن المسؤولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة صغيرة جداً بدول مرشحة لذلك، بسبب الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية له، بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه، وقالت الصحيفة إن هؤلاء المسؤولين يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما المنشئة للمحكمة! لا أدري إن كان خطر على بال هؤلاء المسئولين خيار السودان كبلد يمكن أن يستضيف القذافي، فهو تتوفر فيه الشروط الأمريكية، أدعو الحكومة الى التفكير جدياً في هذا الأمر، والضيافة طبعاً لن تكون بسبب سواد عيون القذافي، أو اشفاقاً عليه من الإهانة في أي مكان آخر، ولكن من أجل ضمان حل ناجع ومستدام لمشكلة دارفور، وضمان عدم تفاقمها، ولقطع الطريق لحدوث الاحتمال الأسوأ بالنسبة للسودان، وهو انتصار القذافي على الثوار وعودته الى السلطة مرة أخرى.