كشفت وزارة الصحة بولاية القضارف عن ارتفاع معدلات الإصابة بالايدز بالولاية إلى 19 ألف حالة حسب الاحصاء الرسمي الوارد من المركز ) .. هذا ما جاء في متن الخبر الذي نُشر أمس ، وقد هالني الرقم رغم أن قربي من المهتمين بالمرض يؤكد أن هذه الحالات هي التي وصلت للمركز أو تأكد فحصها ،إلاَّ أن العدد سيكون أكبر من ذلك ،لأن بعض المصابين لا يذهبون للفحص الطوعي، أو لا يتخيل الشخص العادي أنه يمكن أن يكون عرضة للإصابة بهذا المرض .وهذا يمكن أن يحدث في الولايات العادية لكن في ظني أن ولاية تقع في حزام الايدز يجب أن يكون مواطنها حريصاً على نفسه قبل أن يحرص عليه الآخرون ففي الدولة المجاورة لهم تعمل (إرتيريا) على الوقاية من الايدز( بعد انتشاره فيها ) كل الوسائل التي تقي من إصابة مواطنها بالايدز، ومعروف (تخطي) الحواجز الحدودية بين البلدين حتى وأن ظن البعض أنها محروسة، فالتداخل الأسري والقبلي وتبادل المصالح بين المنطقتين يحجب كثير من وسائل منع الدخول أو المطالبة بإجراءات الفحص.. المهم سادتي لقد كنا نتحدث في إحدى الدورات التدريبية التي أقامتها اليونسيف عن الفحص الطوعي وعن أهميته وعن الظروف النفسية التي تجعل الإنسان يحجم عنه ولا يلجأ إليه، أوَّلاً لأنه يخشى أن يكون مصاباً بفيروس الايدز ويخشى بالطبع تبعات ذلك و يخشى من الوصمة التي يمكن أن تلحق به إذا ذهب لمراكز الفحص الطوعي، واعتقد أن كلتا الحالتين لا تجعل الإنسان يعرض نفسه للتهلكة فاكتشاف الفيروس مبكراً يعطي فرصة للعلاج أو حتى المحافظة على الجهاز المناعي للإنسان بالمتابعة أو حتى العلاج في مرحلة من المراحل.. وقد شكىاً البعض من عدم إقدام المواطنين على الفحص الطوعي رغم انتشاره .. فالايدز يا هؤلاء حالة وليس مرضاً ولا يمكن أن نطلق عليه مرضاً إلاّ في مراحله الأخيرة... إذن الحالة هي التي يؤدي أهمالها للإصابة بالمرض أما إذا عُرفت في وقت مبكر يمكن أن يقوم الإنسان بنشاطه العادي ويعرف حدود تعامله دون أن يخاف منه الآخرون أو ينبذونه.. هذا بالطبع إذا وصل الناس لدرجة عالية من التفهم لهذا الفيروس وإذا تناسى الناس الوصمة التي يلصقونها بالمصاب رغم أن أسباب الإصابات متعددة.. ولا يجب أن يحصرها الإنسان في الأسباب التي تمثل وصمة له.. بالمناسبة لقد اكتشف القائمون على الأمر من خلال الفحص أن معظم المصابين من الرجال والنساء متزوجون بما يعني أن الشرعية موجودة في علاقاتهم. فيا هؤلاء خافوا على أنفسكم أوَّلاً ثم اتركوا الفرصة للآخرين لمساعدتكم..