ذهب مروي وهو كتيب بقلم الألماني كارل هانز بريشة، ترجمة وتقديم وتعليق الأثري الراحل الأستاذ صلاح عمر الصادق. ومن منشورات دار عزة للنشر والتوزيع بالخرطوم (2004م.. ووفقاً لمقدمة المترجم فإن الكتاب يتحدث عن جزء من ذهب مروي أي ذهب الملكة المروية أماني شيختو، «النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد»، وهي صاحبة الهرم رقم (6) حيث وجد الذهب بالأهرامات الشمالية الملكية والتي تقع شرق المدينة الملكية «مروي». والكتاب يتحدث عن الحلي الذهبية والأحجار الكريمة لزينة الملكة، ولا يتعرض لكل ذهب وحلي الملكة ولكن للجزء منها المعروض بمتحف برلين وميونخ بألمانيا. مكتشف الكنز الأثري الطبيب الإيطالي جوزيف فرلين والذي يعتبر من لصوص الآثار وأحد الذين خلفوا دماراً هائلاً في الآثار السودانية، وبخاصة تلك الاهرامات بحثاً عن الذهب والتماثيل. وقد تم ذلك في عام 1834م «إبان فترة الحكم التركي المصري للسودان 1820- 1885م». قام الطبيب المغامر بتهريب تلك الكنوز الأثرية واستطاع بيعها إلى المتاحف الأوربية وخاصة المتاحف الألمانية.. وأخيراً نجح متحف ميونخ في تجميع معظم تلك القطع وعرضها في متحف ميونخ. وقد أتيحت للمترجم فرصة زيارة متحف ميونخ وإلقاء نظرة على تلك المجموعات ويصفها بأنها تشغل ثلاث قاعات من قاعات المتحف. يصف لص المقابر الطبيب الإيطالي فرلين. بقوله... كان الفرح يغمرني كلياً وقد أعجبت بصناعة القطع الذهبية.. وعندما رأيت كميتها أدركت أنها تفوق عدداً وعظمة كل ما يوجد في متاحف أوربا.. ويصف فرلين العمال الذين استأجرهم في نبش وتفكيك أحجار الهرم بالعبيد والخدم والسود، ولكنه تناسى أن هؤلاء هم أحفاد هذه الملكة العظيمة والذين بقوا بقربها قروناً عديدة، محافظين على ميراثهم حتى جاء فرلين ليسرقهم.. بل حرمهم حتى مشاهدة تلك المقتنيات وفقاً لقول المترجم.. كما يصف لحظة اكتشاف المدخل إلى غرفة الملك وصيحة أحد العمال.. ثم هرولة فرلين وزميله ومعاينة المدخل.. فما كان منهم إلا أن أخرجوا أسلحتهم النارية وهددوا العمال بالانسحاب بعيداً.. وقاموا بحراسة المكان حتى عم الظلام المنطقة.. ثم سارعوا في نقل المقتنيات ووضعها في حقائب جلدية وأخفوا الحلي الذهبية والمجوهرات، وأظهروا فقط التماثيل الحجرية والبرونزية. واستبدلوا العمال بآخرين.. واستطاع فرلين الهروب بالكنوز الأثرية المروية ونشر قائمة بمحتوياتها في عام 1937م، من أجل لفت الانتباه للكنز الذي بحوزته بقصد تسويقه.