تحتفظ جامعة درم البريطانية الشهيرة بأكبر مجموعة من الوثائق عن السودان ، تلك المجموعة التي شكلت ما أطلق عليه أرشيف السودان (The Sudan Archive) يحتوي الأرشيف على سبعمائة صندوق من الوثائق الورقية وستة وأربعين ألف صورة فوتوغرافية وسبعمائة خريطة ومائة ستة وثلاثين فلماً سينمائياً وكميات كبيرة من الملفات والمواد الطباعية. والأرشيف تأسس في عام 1957م بعد عام واحد من إعلان استقلال السودان. ويهدف الأرشيف إلى جمع وعرض وثائق وأوراق ومستندات ومخطوطات البريطانيين الذين عملوا بالسودان في كل المناصب إبان فترة الحكم الثنائي (1898- 1955م) رجال الخدمة المدنية ، المبشرين والقادة العسكريين ورجال الأعمال والأطباء والزراعيين والمدرسين وغيرهم من الذين قدر لهم أن يعملوا بالسودان ، وقد كانت الحصيلة أكثر من ثلاثمائة مجموعة للأفراد وقد وضعت وصنفت جميعها تحت أسماء المودعين وقد تنوعت وتعددت تلك المجموعات في عددها وحجمها من ملف واحد إلى أكثر من مائة وثمانين صندوقاً والتي قدمت من كل الشخصيات التي تمثل المجتمع إلعامل بإدارة حكومة السودان ابتداء من الحاكم العام ومساعديه ومديري المديريات حتى أصغر وظيفة في السلك الإداري (وظيفة مساعد مفتش المركز) بالإضافة إلى الفنيين والاختصاصين من الأطباء وقواد الجيش والمهندسين والقساوسة وغيرهم. ورغم أن معظم الوثائق تغطي فترة الحكم الثنائي 1898- 1955م إلا أن هناك مجموعات لوثائق فترة المهدية وأخرى تتناول الفترة من 1800 إلى 1890م ولم يقتصر الأمر على تلك الفترات الزمنية بل ومنذ تأسيس الأرشيف في عام 1955م ظل العمل متوصلاً بتغذية القسم بالجديد من الإصدارات عن السودان من الوثائق الرسمية وغيرها من المؤلفات حتى يومنا هذا تشكل أضخم مجموعة من الوثائق والمخطوطات والأرشيف والكتب والصور والخرائط .. القديم والحديث ومتاحة اليوم للإطلاع بعد الجهد الكبير الذي بذل في تصنيفها وفهرستها وإصدار الفهارس ولذلك كانت وجهة كل من يود أن يكتب في الشأن السوداني أن يتجه إلى مكتبة جامعة درم الغنية بوثائقها وأرشيفها عن السودان. تحفظ مجموعات الوثائق المكونة للأرشيف السوداني بمكتبة جامعة درم في قسمين : القسم الأول بالمكتبة المركزية الواقعة على طريق (ستكتون) Stockton والثاني في المبنى الذي يطلق عليه مكتبة القصر الأخضر Green palace Library محتويات الأرشيف متنوعة تشمل التقارير والملفات والمكاتبات الخاصة والمذكرات والخطابات الرسمية والشخصية وأغلبها كتب باللغة الإنجليزية مع القليل من المنشورات والمخطوطات باللغة العربية. عكف على هذه الوثائق لتصنيفها وفهرستها مجموعة من الأساتذة والعاملين بمكتبة جامعة درم فكان من هؤلاء المؤرخ البريطاني البروفسور ريتشارد هل صاحب المؤلفات في تاريخ السودان وشخصياته وهو أحد الإداريين الذين عملوا بحكومة السودان ثم انتقل بعد ذلك ليعمل بالتدريس بكلية غردون التذكارية وبعد عودته لبريطانيا حصل على وظيفة أستاذ في علم التاريخ بدرجة أستاذ بروفسور وبعد تقاعده عمل بمكتبة جامعة درم وشارك مع آخرين في إعداد الفهارس والكشافات لوثائق السودان كذلك المسز فوربس التي عملت أمينة لقسم السودان لأعوام طويلة وتقاعدت قبل عامين تقريباً بعد أن قامت بإعداد وتحرير عدد من الفهارس بالإضافة إلى كتاباتها وتعريفها بأرشيف السودان في الدوريات والمؤتمرات العلمية ومساعدة الباحثين ، وسبق لها أن زارت السودان في عدد من المناسبات. وأيضاً مسز كوي التي كانت تعمل زميلة لفوربس وج.ر.هوجن والباحث والمؤلف مارتن دالي وغيرهم من موظفي مكتبة درم.