يحق لأولاد (البندر) أن يفاخروننا بأنهم مولودون في الدايات وحابيين في البلاط) .. وكانت الولادة عندنا تقوم بها (داية الحبل) وللذين لا يعرفون المعنى(يربط حبل متين بسقف الغرفة تتمسك به الحامل وهي واقفة حتى تكمل الداية عملية الولادة).. وسيرد علينا الحناكيش (ياي فظيع) يمطون الياء ويخففون العين حتى تصير الفاً.. ومستشفى الولادة بأم درمان والشهير بمستشفى الدايات نال وسام الإنجاز من السيد الرئيس في ذكرى الإستقلال ونال مديره دكتور مروان نجمة الإنجاز.. هي لفتة بارعة أن يتذكر السيد الرئيس هذا الصرح الهام ويمنحه هذا التكريم الرفيع وللحق فإن ذلك التكريم يشمل كل العاملين بهذه المؤسسة المتفانية في خدمة الإنسانية.. الساهرة على راحة الأمهات والمواليد ولعل الذين ولدوا في الدايات ثمَّ حبوا في البلاط يعدون بعشرات أو مئات الآلاف لست أدري لعل د. مروان يمدنا بإحصائية دقيقة (لإنتاج الدايات من المواليد).. وامتدت يد التكريم لتشمل في الحقل الطبي أيضاً د. سليمان صالح فضيل ابن الحكيم المساعد الطبي صالح فضيل الذي وصلت لمساته الرحيمة كل أهل دارفور وحمل الراية من بعد د. سليمان ود. أنور وابتلعت السياسة د. التجاني ذلك الدبلوماسي الرقيق وزير التعاون الدولي وبقية إخوانهم الكرام. أما تكريم السفير شارلس فكانت عنواناً للوحدة الوطنية التي تغنى بها عملاق أفريقيا (وردي) أنا لا أحب لقب (الفرعون)والذي نال وسام الجدارة عن جدارة ولاهتمام الدولة بالبيئة جاء تكريم د. بلقيس العشا لجهودها المتفردة في هذا المجال ونالت الموسيقى التراثية الشعبية نصيبها من خلال تكريم الأستاذ الموسيقار جراهام عبد القادر.. كذلك كان تكريم محمود عثمان صالح في ليلة الاستقلال لفتة بارعة من السيد الرئيس. وبالرغم من رمزية هذا التكريم إلا أنني لم أجد له أثراً يذكر في الأجهزة الإعلامية إلا في التغطية المبتسرة بحكم عملها الروتيني.. وهذه دعوة لزملائي كتاب الأعمدة وصفحات الرأي أن يعطوا هؤلاء المبدعين حقهم.. لقد كان الاحتفال بالاستقلال مطلع هذا الأسبوع بسيطاً ومعبراً وكانت كلمة السيد رئيس الجمهورية مفتاحاً لأبواب الأمل والرجاء في الغد المشرق بالسلام والتنمية وسط هذا الخضم المتلاطم من المشاكل والمعوقات التي تعترض طريق التحول السلمي للسلطة بإجراء الانتخابات.. وعندما تصدر صحف اليوم تكون قائمة المرشحين لمناصب الولاة ونواب الدوائر عن المؤتمر الوطني قد صدرت أو تكاد لتقطع جهيزة قول كل خطيب وتلتفت أجهزة المؤتمر الوطني للأعمال الشاقة التي تنتظرها حتى نهاية شهر أبريل بلا انقطاع.. ولتشرع بقية الأحزاب في إعداد خطتها وبدائلها وأسماء مرشحيها فمعظم هذه الأحزاب تنتظر معرفة مرشحي الوطني لتضع لهم من ينافسهم في الولايات أو في الدوائر.. لأن معرفة المنافس ضرورية لتسمية من ينافسه.. ولعله من حسن الطالع أن معظم الشباب الذين سيصوتون في هذه الانتخابات سيدلون بأصواتهم لأول مرة في هذه التجربة الفريدة والمتشابكة والتي تحتاج منا نحن الإعلاميين إلى بسط المعرفة بكيفية التصويت والاقتراع حتى لا تضيع بطاقة واحدة بسبب الجهل بكيفية التعامل معها.. ولنذكر القراء بأن السيد الرئيس قد أعلن مسبقاً بأنه على أكمل الاستعداد لتسليم السلطة لمن يختاره الشعب ثمَّ يؤدي له التحية بعد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.. وبعد ذلك (كل قرد يطلع جبلو) كما تقول حبوباتنا رحمهن الله.. مبروك لمستشفى الدايات والتحية لكل الدايات ولكل من حبى في البلاط. وهذا هو المفروض