من جميل ما تتحفنا به آخر لحظة كل جمعة رسوم فنان الكاريكاتير الأستاذ فارس، وإني لأحس فيها صوراً ناطقات يحملن فناً وفكراً، وما أجمل قول أمير الشعراء أحمد شوقي في وصف قصور أسوان: قف بتلك القصور في اليّم غرقى ممسكاً بعضها من الذعر بعضا كعذاري أخفين في الماء بضاً سابحات به وأبدين بعضا ومن ذلك قوله في رسوم على الجدران ناطقات بغير جرس.. رب نقش كأنما نفض الصا نع منه اليدين بالأمس نفضا وخطوط كأنها هدب ريم حسنت صنعة طولاً وعرضا وضحايا تكاد تمشي وترعى لو أصابت من قدرة الله نبضا هذا وقد كانت رسوم الأستاذ فارس بعدد الجمعة 8/1/2010م تتحدث عن إفراط بعض المعلمين في عقوبة التلاميذ بالجلد، وهي عقوبة أخذت قدراً كبيراً من الذيوع الإعلامي في الأيام الماضية، وقد أخذت عنوان هذا الحديث من بيت الشاعر سديف يحرض الحاكم على الإيقاع ببعضهم فيقول له: ضع السوط وأرفع السيف حتى لا ترى فوق ظهرها أمويّا وللبيت رواية أخرى وقد عدلت العبارة فقلت- للمعلم- ضع السوط وأرفع الصوت!! ويقيني إن عقوبة الجلد ما تزال تحتاج إلى إعادة النظر، من كل رجال التربية، ومن الذين لهم إسهامات تربوية من الآباء والأمهات وشتى وسائل الإعلام، ومن المعلوم أن لعقوبة الجلد أصلاً في التربية،-في الإسلام- نشير إلى ضرب غير مبرح، ووردت في عقوبة الأبناء لأداء الصلوات بعد سن السابعة، وفي كثير من بيوت السودان تظهر هذه العقوبة دون إفراط.. ولابد من أن تزود كليات التربية - المعلمين الشباب - بترشيد هذا النوع من العقاب إن كان لابد منه.. ويقول واقع المدارس الآن أن هذه العقوبة مفيدة في التحصيل بكل أنواعه، وربما كان ظهورها بشكل لافت للنظر مرجعه -في المرحلة الثانوية- لأن هؤلاء الطلاب بعضهم شبه فاقد تربوي، والتحصيل الأكاديمي العالي يحتاج إلى ذهنية عالية، تحول دون تمرد بعضهم على لوائح المدارس، وأبان إن كان الطلاب يدخلون هذه المدارس بعد المرحلة المتوسطة كنا لا نحتاج إلى هذه العقوبات إلا قليلاً، وبعضهم كان يدخل المدرسة الثانوية ويخرج فيها دون أن نعنّفه دعك من جلده، ومانزال نحتاج إلى مزيد من دراسة هذه الظاهرة مستفيدين من تجارب العالم حولنا، ناظرين بعيون ثاقبة إلى واقعنا، وختاماً حيا الله رسومك الرائعة يا أستاذ فارس.