الصديق الغالي جداً.. مولانا أبشر لك الود ومن الحب.. أجزله.. ثم أتابعك.. متابعة الظل... ألتهم كلماتك التهاماً.. لسببين.. أولهما.. أنك تكتب.. بمفردات مجنحة.. تطير فراشات.. وتحط على هامات الزهر.. بل تكتب.. برحيق زهر البرتقال... هي جميلة رائعة.. ولا عيب فيها فهي مهذبة.. مؤدبة... تحترم أخلاق الأخيار من الناس.. والسبب الآخر.. والذي هو أكثر أهمية.. هو أني أبداً.. أترصد.. وأحصي وأتتبع أي كلمات يكتبها «عدوي».. وأنت من أشد الأعداء خطراً.. وهل افتريت على الله كذباً؟.. حاشا والله.. أنت تكره اليسار... وأنا مازلت أبكي في نواح الخنساء.. ليس تعاطفاً.. أو حزناً على «صخر».. بل بكاءً مراً.. على رحيل البلاشفة من عظمة.. ورصانة.. ووقار «الكرملين».. أنت لا ترى في الإنقاذ.. غير مجموعة من الملائكة.. شاء الله الذي يهب الجنة.. أن يرسلهم.. ليمشوا على أرض السودان.. وصدقني يا صديقي إني أقرأ «للأخوان».. أكثر من قراءتي للماركسيين.. لأعرف ماذا يدور في دهاليز أمخاخهم.. لنكون أكثر حيطة وحذراً.. ولو كتبتم يا صديقي.. بالعبرية.. تأكد تماماً أني سوف.. أنتظم في كورس مكثف.. لا فكفك طلاسم كلماتكم.. التي هي حتماً مسمومة.. لا يهم.. المهم طالعت كلماتك عن الغناء.. وخوفك من انفراط عقد «الساعة» لتتجاوز الحادية عشرة مساء.. رعباً من الإزعاج.. و «خوته الرأس».. وهنا أقول.. أولاً لو كنت تحب الغناء حقيقة.. لما أوردت.. نشيد حسن خليفة العطبراوي أنا سوداني.. هذا يا صديقي نشيد.. يحفل ويحتشد.. بالبنادق.. والدخان.. والحرابة.. ثانياً... أعجب منك.. وأنت الذي أراك تحمل روحاً زكية... ونفساً أبية ولا تبدو على محياك تقاسيم وتقاطيع الغلظة.. وصرة الوجة.. أعجب كيف تزعجك كلمات من الغناء البديع.. حتى إذا تواصلت حتى الصباح.. بالله كيف تملون كلمات مثل.. يا حبيبي إيدي وإيدك نبني جنتنا الصغيرة.. الحنان نتغذى بيهو والحنين يبقالنا سيره.. يا حبيبي قلبي عندك.. تبقى ليه نور حياتو.. وطوق نجاتو.. بالله عليك الله يا أبشر.. كيف تزعجك كلمات مثل هذه حتى لورددها صلاح مصطفى حتى مطلع الفجر.. لك ودي