إلى صديقي.. أخي.. حبيب الشعب.. هاشم صديق.. إليك.. يا رئة الوطن الجريح.. يا لسان الشعب الفصيح.. يا من تكتب.. بالمناجل.. والسنابل.. ولكن من محبرة النزيف.. إليك يا معطوناً في عرق.. ينهمر من جباه صم يتفصد.. إليك وأنت وسط الغلابة وكل زولاً حقو راح .. إليك وأنت تبكي.. بكاء باكية تبكي بكاء فلذات أكبادها.. وهم يقاسون الجوع.. وزخات المطر.. في كوخ من الكرتون في قطية.. سقفها من الغربال.. من (خيشة) هي الباب الذي يهزمه عزف الريح.. إليك يا من تواسي من قذفت به غلظة أكباد في قارعة الطريق.. إليك.. في يوم عيدنا.. يوم استقلالنا.. يوم انعتاقنا.. من تحت حذاء مستعمر كريه.. ولكن إلى متى يا هاشم ذاك.. الصبر.. ذاك .. الإبتلاء.. ذاك العطش المخيف.. صديقي... كلماتك ليست ملكاً لك يا ملك الحروف المغموسة في طوفان الدموع... المتدفقة أسفاً.. وأسىً.. دعني.. أغني.. وحروفك اليوم.. تشتعل أملاً.. ومصابيح.. وكهارب.. كبدر الضياء.. وتمحو عتمة الطريق... تفتح أبواب الأمل.. وتشرع.. ( ضلفات) الشبابيك والأبواب.. لتهب.. رياح السعد.. لترقص معها.. رايات النبوءات الجريئة مع دفقات الريح.. رائع.. أنت عندما تغني للوطن.. استغفر الله.. وهل كتبت يوماً.. هاشم حبيبي حرفاً واحداً..لغير الوطن... كلا حاشا.. أبداً لا.. لا.. لا.. قرأناهو قرأناهو .. تكتب ياهاشم وترسل الفين سلام.. بالسمحة.. تعود مسرعاً.. وكأنك تعتذر.. وتعود مهرولاً للوطن.. تكتب.. يا نسمة (جيبيلنا الخبر).. وعلى لسان ( أمونة) وصويحبات (أمونة) تقسم.. بأن الناسي ما بينسى الوطن.. أيها الرائع.. الجميل.. ها أنت تصافح العيد... بهذه الحروف من البدائع.. والروائع.. وهاكم هاشم وهو يفتح للأمل أبواب.. إلى لينة هاشم خلي ثغر الشدة باسم كفكفي الدمعة البقت موسوعة في خد المواسم.. خلي جيلك شوفو حاسم عندي احساس رغم أحزان المراسم إنو باكر بيكي أجمل وأنو باقي الرحلة أسهل والأماسي الشارقة من ضلفة عيونك شوفا أنبل.. وأنا مثلك يا هاشم.. أتمنى أحلم.. استجدي (أشحد)، أن يهب الله السعادة لشعبي.. مثلك يا هاشم وأنت.. تطلق حروفك الساطعة.. في فضاء الدنيا لترسم.. راجي عيداً.. ألقى فيهو الفرحة واقع.. والمباهج أبجدية.. حرية في شفق الصباح.. وسترة في الأيام هدية.. كل عام وانت شاهد.. ما ضحية.. يا هاشم.. كل عام والوطن بخير.. والشعب بخير.. وأسأل الله خاشعاً خاضعاً أن يعود... العام القادم.. وشعبي موفور الصحة.. وأن يشبع حتى التخمة... أن تعصف الرياح.. برايات الاستغلال.. والقهر.. والاذلال.. أن ينتظم.. أطفال الأساس وهم ينشدون في طابور الصباح.. أجساد نظيفة و( رويانة) و(كرسي) لكل تلميذ.. وكراسة وكتاب لكل طالب.. ولا مليم أحمر.. من جزلان ولي أمر.. أو من (محفظة) أم.. إلا (لحق الفطور). ولكني خائف.. يا هاشم.. مرعوب حد الفزع.. (أرجف) كما.. القصبة.. خوفاً من المجهول.. خوفاً من انفصام عرى البلاد... ولأكون واضحاً ودقيقاً.. أخشى يا هاشم من انفصال السودان.. عندها ياهاشم (سأموت .. صدقني.. سأكون ضيفاً لا محالة.. عند ديار أحمد شرفي.. قل لي.. فأل الله ولا فالك.. طمني يا هاشم.. أنا لا أقوى على رؤية السودان مشطوراً .. إلى اثنين..