على الرغم من القرار الجمهوري الذي تناقلته الصحف وأجهزة الإعلام يوم أمس، بإعفاء القائد العام للقوات المسلحة، وإحالته للتقاعد بالمعاش، والذي هو في نفس الوقت رئيس الجمهورية، على الرغم من ذلك، فإنه، وحسب علمي المتواضع، فإن السيد المشير عمر حسن أحمد البشير، رئيس الجمهورية (الحالي) والقائد العام للقوات المسلحة (السابق) لن يخلع بذلته العسكرية، ولا يظنّ ظانّ أنه سيكتفي بالظهور أمام مواطنيه، أو أمام العالم من خلال الفضائيات وأجهزة الإعلام المختلفة، مرتدياً الجلباب والعمامة والملفحة، أو مرتدياً (السر بادوق) المميز لأبناء الشرق وحلايب، أو مكتفياً بلباس الزي الأفرنجي المتمثل في البذلة الكاملة أو البدلة الأفريقية. أتوقع أن يظهر السيد الرئيس بذات الزي العسكري يحمل علامات رتبة المشير، لا بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة، أو ضابطاً عاملاً بالقوات المسلحة، بل بصفته قائداً (أعلى) للجيش.. وربما يظهر في مناسبة شرطية خاصة، مرتدياً زي ضباط الشرطة، ويحمل ذات العلامات بصفته قائداً أعلى لقوات الشرطة الموحدة. أما لماذا تم إعفاء القائد العام للقوات المسلحة، فالسبب هو قانون الانتخابات، والمواد التي تحكم المرشحين، وتضبط عمل مفوضية الانتخابات، حيث ألزم القانون المرشح لمنصب الرئيس، إن كان يشغل منصباً، أو يحمل رتبة في الجيش، أو القوات النظامية، أو يعمل في السلك القضائي، أو الوظيفة العامة، ألزمه التخلي عن الوظيفة، وهذا قطعاً لن يتم إلا عن طريقين، هما الإقالة، أو الاستقالة. الآن وبعد هذا القرار، وبعد ظهور مرشحين اثنين للرئاسة مع السيد المشير عمر حسن أحمد البشير هما: مرشح حزب التقدم والعدالة الاجتماعية، السيد مختار عبيد مختار محمد، ومرشح حزب الإصلاح الوطني السيد محمد الحسن الصوفي، في أول يوم لفتح باب الترشيح فإننا نتوقع أن تتدافع الأحزاب والأشخاص الحالمون بالسلطة أو الشهرة، نحو المفوضية العامة للانتخابات لملء استمارات الترشيح مع التوقيعات المطلوبة للتزكية، حتى يكون ترشيحهم قانونياً، لكنني لا أعرف كيف سيتم التعامل بينهم وبين الجهات المخدمة، أو المستوعبة لهم، إذ أن السيد مختار عبيد مختار، هو عضو بالمجلس الوطني، وكنا أول صحيفة نشرت عزمه ونيته للترشح لهذا المنصب الخطير، كما أن السيد الصوفي وحسب علمي هو أستاذ جامعي.. لكنني لا أعرف، ولا يعرف غيري هل سيتقدم المرشحون باستقالاتهم، وهل سيعودون إلى أعمالهم مرة أخرى إذا لم يحالفهم الفوز.. بمقعد الرئاسة (؟). وأوقن تماماً بأنهم لن يعودوا لأعمالهم، إذا ما قدر لأحدهم أن يفوز بأعلى منصب في البلاد. أما أطرف ما سمعته وما يتداوله بعض الناس، خاصة مساندي المشير البشير، فهو أن السيد رئيس الجمهورية أحال القائد العام للجيش (للصالح العام).. حتى يتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بإذن الله.