يخطئ المؤتمر الوطني التقدير وحساب السياسة إن أصغى لنصائح بعض قادته وحجب عن المرشحين لمناصب الولاة ممارسة سلطتهم التي (نالوها) بثقة القيادات الولائية (شورى ومؤتمر عام) وثقة القيادة العليا تحت ذريعة تساوي فرص المرشحين أو الإذعان لإدعاءات المعارضة بأن الولاة يستغلون إمكانيات الدولة لصالح حزب المؤتمر الوطني؟ ü الفراغ العريض الذي تعيشه بعض الولايات في الوقت الحاضر مثل القضارفوكسلا والنيل الأبيض وشمال كردفان وجنوب دارفور ونهر النيل الشمالية في كنفه تتنامى الصراعات وتضطرب أوضاع الحزب في غياب الولاة ولن يفلح وزراء مكلفون في توحيد صفوف الحزب وإدارة شؤون الولايات ورعاية مصالح المواطنين طوال أربعة أشهر حتى انتخاب الولاة الجدد.. ولن تستطيع وفود المركز وقيادات الحزب العليا معالجة الأوضاع السياسية في الولايات الرافض بعض قادتها لخيارات الترشيح التي أعلنت في غياب الولاة! ü إذا كان رئيس المجلس التشريعي في ولاية كسلا يعتقد أن القواعد تقف إلى جانبه ويستطيع وحده انتزاع السلطة بعيداً عن حزبه فأين كان رئيس المجلس التشريعي بكسلا قبل أن يقدمه المؤتمر الوطني ويدعم وجوده ويخلع عليه الألقاب ويغذي قدراته المالية براتب رئيس المجلس التشريعي الذي يقارب راتب الوالي وبيده سلطات جعلت منه علماً يرفع عصا التمرد والعصيان في وجه الحزب الذي صنعه من العدم!! فهل كسب رئيس المجلس التشريعي بكسلا يعادل أو يقارب كسب المؤتمر الوطني؟ ومتى كان كسب الفرد يعلو على كسب الجماعة؟ لكن المؤتمرالوطني ساعد هؤلاء القيادات التي (تنمرت) و(استأسدت) بإحداثها للفراغ العريض الذي تعاني منه هذه الولايات!! هل يتوقع المؤتمر الوطني من والٍ تمّ عزله ولم تجدد فيه الثقة كمرشح أن يعمل بتفانٍ وإخلاص من أجل فوز مرشح آخر؟ وهل كل الولاة الذين تجاوزهم الترشيح في قامة والي القضارف الضو عثمان الذي زف كرم الله عباس عريساً لقضروف وأخذ على عاتقه دعم منافسه السابق مثلما فعلت هيلاري كلنتون عندما خسرت معركتها مع أوباما في ولاية كلفورنيا! وهل يتوقع المؤتمر الوطني من أبو كلابيش أن يعمل صادقاً من أجل فوز د. فيصل حسن إبراهيم بمنصب الوالي في شمال كردفان؟؟ ومن يتولى ملف الحكم اليومي تدبير رواتب المعلمين وسد ثغرات الأمن وإطعام الناس ورعاية شؤون الحكم؟ وهل سلطات الوالي المكلّف تُعادل السلطات بالأصالة؟ تعيين المرشحين كولاة ودعمهم بالمال وحل مشاكل الولايات المتعثرة وإطلاق يد الولاة في تعيين من يأنسون فيهم الكفاءة والقدرة على إنفاذ البرامج الإسعافية لأربعة أشهر هي الخطوة الصحيحة المنتظرة من المؤتمر الوطني وليس تعيين وزراء من الحكومات التي عيّنها الولاة السابقون لإدارة شؤون الحكم نزولاً لضغوط قوى المعارضة وبعض المثاليين في المؤتمرالوطني الذين تعوزهم البصيرة النافذة لقراءة الواقع الذي تعيشه الولايات في هذه المرحلة. ü عينوا المرشحين ولاة من أجل القيام بمهامهم التنفيذية والإدارية حتى لا تصبح الولايات ساحات معارك داخلية لقيادات الوطني وحصنوا الحكم بالشورى والعدل . .. نواصل