صباح أمس الأول كنت بعيداً عن تلفوني الموبايل لكنني سمعت رنيناً لم ينقطع وعندما إلتقطت تلفوني ورديت على الطرف الاخر.. قلت له من أنت - قال لي أنا من الشمالية وعضو مهم في لجنة المهتمين بسفريات الشمالية.. قلت وماذا تريد مني قال يا أخ درار كتبت في مقال سابق عن عشوائية المواقف وبالأخص موقف سفريات الشمالية وإنتقاله من السجانة محلية الخرطوم الى موقع آخر بأبو آدم محلية جبل أولياء.. وقال أنني أمتلك مستندات تسمح لسفريات الشمالية القيام من موقف أبو آدم ووصف لي الموقع.. قلت له إن الموقع الذي ذكرته أرض فضاء وتراب.. وكيف هذا والمسؤولية تقع على عاتق الولاية الشمالية.. قلت له ولم رفضوا العمل عبر ميناء الخرطوم البرى الذي أفرد لكم صالة منفصلة مزودة بكل الخدمات الضرورية ومزودة بكل سبل الراحة والخدمات الضرورية. قال محدثي إن الرسوم في الميناء باهظة ونحن نفضل العمل من الموقع الذي وافقت عليه محلية جبل أولياء قلت له.. يا أخي هنالك قانون صادر بتكوين شركة الموانئ البرية تحت قانون الشركات لعام 1925م يتيح انشاء موانيء برية للباصات السفرية بولاية الخرطوم وكل ولايات السودان ومصادق عليه.. فلماذا لا نحترم القانون.. ولعل ميناء الخرطوم البرئ نموذج أول لكيفية إقامة هذه الموانئ.. قال إنني وغيري من المهتمين بالأمر نفضل إنشاء موقف خاص لسفريات الشمالية.. وإن فكرة الميناء البرى سُرقت منا ونفذتها جهات أخرى. واذا ضغطت علينا السلطات بالعمل عبر الميناء البرئ بالخرطوم أنا أول من يدخل الغابة في سبيل الدفاع عن فكرة انشاء موقف خاص لسفريات الشمالية.. قلت له أخي أنا أيضاً (أحد أبناء الشمالية وسافرت كثيراً عبر مواقع بام درمان والسجانة).. لكني أرى أن هذه المواقف عشوائية وأن العمل عبر ميناء الخرطوم البرى يحفظ حقوق المسافرين ويسجل أسماء المسافرين وفي حالة الحوادث تتمكن السلطات من معرفة هوية المسافرين عبر مستند يصدر من إدارة الميناء.. لكن في حالة العمل بالعشوائية.. وعند حدوث أية كارثة أو صدام تصبح اسماء المصابين أو المتوفين غير معروفة وينتج عنه فقدان ذوي المتوفين أو المصابين حقوقهم أو التعرف عليهم.. قلت له أخي إن الولاية الشمالية التي أنجبت العديد من السياسيين المتعلمين والمثقفين والمهنيين والقيادات لا يمكن لأحد أبنائها أن يفكر تفكيراً ساذجاً مثل هذا. فكيف لك يا أخي وبطريقة تفكيرك أن تأخذ القانون بيدك وتتمرد على الاجراءات والقرارات الصحيحة وتعترض على القوانين الصادرة من مؤسسات الدولة.. فقال مستهجناً كيف ذلك؟ قلت له لسان حالك يقول ذلك قلت لو إدعا الأمر ستتمرد وتدخل (الغابة) كيف ذلك.. وأنت تقول إنك قيادي ويفترض أن تحترم قوانين الدولة.. وأن إسلوبك هذا يشير الى عدم احترامك لقرارات واجراءات مؤسسات الدولة.. قال لي إنه يمتلك ملفات من المستندات والجهود المبذولة للحصول على مكان يخصص لموقف سفريات الشمالية لكن كل المجهودات لم تكلل بالنجاح.. انتهى الحديث مع محدثي لكنني لم إقتنع بحديثه لأنه كان في حالة انفعال وحماس وفي ما بعد سألت عن هوية الشخص محدثي وعرفت الحقيقة التي صُدمت بها.. عندما جاءتني الاجابة.. أنه رجل يبحث عن (دور) هذه الأيام ويسمى في أوساط سفريات الشمالية بالاستاذ (نفخة).. وأخرون يسمونه (الطاؤوس) ينفش ريشه لكنه عاجز عن فعل أي شئ والغابة التي ذكر بأنه سيدخلها (ليست غابة التمرد) لكنها (الغابة) المدينة ذات التاريخ العريق وموطن الكثير من عظماء القوم.. مدينة الغابة التي تقع بين مدينة الدبة ومحلية القولد وليست غابة الحيوانات البرية المنتشرة في جنوب السودان.