إلى متى ستظل بعض الكيانات ترفض قرارات السلطات وتعترض عليها مفضِّلة المصلحة الذاتيّة على المصالح القوميّة .. وإلى متى سيستمر التهاون بالأوامر الصادرة التي تنظِّم حركة المواقف ومراكز خدمات المواطنين؟ بالأمس صدرت أوامر من محليّة الشهداء والأزهري لترحيل موقف السجانة الذي ينتقل ركاب الشمالية عبره .. ليعمل تحت مظلة الميناء البري المجهّز بكل وسائل الراحة والمزوّد بالخدمات .. وفي ذات الساحات التي تنظِّم حركة قيام السفريات لكل ولايات السودان.. الأمر الصادر اعترضت عليه أصحاب ووكلاء ترحيل باصات الشماليّة .. وقد تعودنا في السودان عند بروز أي اصلاحات أو تغيير يثور في وجهه البعض.. اعتراضاً وحفاظاً على منافعهم الشخصية واستمراريّة نفوذهم بين الاتحادات والروابط. { الأمر الصادر بإغلاق موقف السجانة وترحيله ليعمل تحت مظلة الميناء البري جاء متأخراً، حيث كان يجب اتخاذ هذا القرار منذ بداية العمل بالميناء باعتبار أن ترحيلات الشماليّة واحدة من ترحيلات الولايات الأخرى.. المبرِّرات التي ساقها الذين يعترضون على القرار لا تخرج عن أنّهم يريدون تلقي الخدمات مجاناً لأنهم الآن يعملون وفق مناخ خال من أي رسوم أضافية .. فما الذي يمنع أن يدفعوا رسوماً نظير الخدمات التي توفِّرها لهم إدارة الميناء البري؟ الميناء البري بلا شك هو المكان الذي شيد لاستيعاب خدمات كل الترحيلات التي تنطلق من الخرطوم إلى كافة الولايات ومساحته تستوعب كل الباصات والمركبات الناقلة .. هذا غير الامتيازات والأمن والأمان للمسافر منذ دخوله الميناء حتى ركوبه البص. لذا نقول أين تتوفّر خدمات الراحة والمسلتزمات الأخرى؟ .. أيوجد بموقف السجانة مكان يمكن للمسافرين أخذ راحتهم به .. خاصة كبار السن والأطفال؟ اعتدنا على سماع أصوات المعترضين العالية والتحركات الماكوكية لهم عند إحداث التغيير للأحسن .. ولكنّهم يظلون صامتين صمت القبور ويمتنعون عن المشاركة بأي أفكار أو آراء نيِّرة في سبيل التحسين والتغيير للأفضل .. فليكف هؤلاء عن الاعتراض وليرحلوا بمكاتبهم وبصاتهم إلى داخل الميناء البري .. وليتركوا الحكم والتقييم للمواطن بعد أن يقارن بين الموقف التقليدي والموقف الحديث. إدارة الميناء البري مازالت تنهال عليها الشكاوي من المواطنين من الظواهر السالبة التي انتقلت اليها من موقف السوق الشعبي القديم .. وهي جنوح بعض من السماسرة لبيع التذاكر خارج الميناء بأسعار أعلى. لكن مجهودات إدارة الميناء بالتعاون مع السلطات المختصة حدّت من الظاهرة وفي طريقها إلى الزوال، وهنا لابد من تضافر المواطنين مع الميناء والسلطات لكشف عناصر السماسرة والامتناع عن شراء التذاكر إلا من داخل المكاتب الخاصة بشركات الباصات .. وحقيقة فإن إدارة الميناء أبوابها مفتوحة لتلقي الشكاوي من المواطنين وحسمها وردعها فوراً .. لذا من الضروري علينا جميعاً احترام قرارات السلطات والامتثال لها.