ويا لسعادة شعب.. ويا لحسن طالع أمة.. ويا لسعد وطن.. يطرق.. أبواب الانتخابات.. تأهباً لدخول رياض الديمقراطية الرحبة الوهيطة.. الحديقة.. الرحيبة.. ومن فوائد.. الانتخابات.. أنها تحملنا بأجنحة طير طليق.. من ظلام.. وحلوكة ليل محيطنا.. محيط الشرق الأوسط.. المرفرفة فوق قصوره أعلام الشمولية القبيحة القابضة.. نغادر ديار قصورها الملكية.. لا يغادر فيها الحاكم.. القصر إلا وهو محمول إلى القبر.. نغادر سماء يلف كل الدنيا بعتمة الظلام.. تختفي فيه الأقمار والنجوم.. إلا نجمة واحدة.. ظلت على الدوام.. باهرة.. مضيئة وساهرة.. تأتلق وتتألق.. في سماء بيروت.. عندما.. تكون عربة قطارنا.. قد انضمت في فرح.. إلى ذاك القطار الحضاري المتحضّر.. الذي أبداً ينطلق بأوطانه وشعوبه إلى مدارج الإنسانية.. ورحابة الرأي والرأي الآخر.. وسيادة القانون.. وفرط مظلة حقوق الإنسان.. وفائدة أخرى للانتخابات.. وهي.. أن القادم.. إنما يكون قد أتى محمولاً إلى المقاعد الوثيرة.. أو حتى المشتعلة بالجحيم.. أتى محمولاً على أكف وسواعد وأعناق الجماهير.. في حرية واختيار.. نقول هذا.. ولا نغضب حتى لو اكتسح المؤتمر الوطني.. كل دوائر الانتخابات دائرة.. دائرة.. عندما.. يشملنا الرضاء.. وتحتشد صدورنا بالتسليم.. وخير لنا ألف مرة.. أن يحكمنا المؤتمر الوطني بتفويض من الشعب.. لا عبر مواسير البنادق والمدافع.. وفائدة أخرى.. للانتخابات.. لنعرف.. وإن كنّا نعرف يقيناً.. ولتعرف الحكومة.. وهي تعرف صدقاً وحقاً.. وزن وقيمة ومقدار تلك الأحزاب.. المنشطرة.. من أحزاب راسخة.. عريضة وعميقة وعملاقة.. انتحلت زوراً وبهتاناً.. أسماء أحزاب صنعها الزمن والأحداث والدم.. والتاريخ.. لنعرف.. ويعرف كل من في الكون أنها لا تعدو أن تكون.. لافتات فقط يختبئ خلفها.. قادة وجماهير.. لا تملأ «حافلة روزا».. وحتى تكون الانتخابات نظيفة.. وشريفة.. نأمل.. أن يتركها المؤتمر الوطني.. تواجه مصيرها وحدها.. أن لا يخلي لها.. أي دائرة.. أن يفض تحالفه معها.. منذ الآن.. وحتى قيام الانتخابات.. لتعرف وزنها الحقيقي.. وتمددها الموهوم.. وجماهيرها.. التي هي في الأحلام.. والمنام والخيال.. وبعد الانتخابات إن شاء التحالف معها فليفعل.. ولكن.. بعد الانتخابات وليس قبلها بأي حال من الأحوال.. وفائدة أخرى للانتخابات.. وما زلنا نظن أن المؤتمر الوطني.. سيفوز.. عندها ستغادر مركبه.. «شلة» المؤلفة قلوبهم.. وهو قطعاً.. سوف «يجدعهم» في قارعة الطريق.. لأنه عندها.. لن يكون أبداً في حاجة لهم.. فقد أدوا أدوارهم المرسومة.. إلى آخر «مدماك».. واستلموا حوافزهم المطلوبة إلى آخر مليم.. وفائدة أخرى.. للانتخابات.. لتتضح الرؤيا.. وتسمى الأسماء بأسمائها الحقيقية.. لنعرف.. من هو الوزير الاتحادي من وزير الدولة.. ونخشى أن نضرب أمثالاً تكون موجعة.. وقاسية.. ولكن لا بأس من إضاءة خافتة.. ونقذف ب«طاقية» في الهواء.. وكل رأس كانت على مقاسه.. فليضعها عليه مشكوراً مأجوراً.. فنحن الشعب السوداني.. لا نأبه البتة.. لأي تصريح.. من أي وزارة.. ولا نأخذه مأخذ الجد.. إلا من مسؤول.. من أهل «الجلد والرأس» أي من أعمدة الإنقاذ.. حتى وإن كان في الترتيب أقل درجة من ذاك الوزير الاتحادي «فهمتو ولّا نشرح».. وفائدة أخرى للانتخابات.. وهي.. تلك الحركة المتوقعة.. والجلبة المحمودة.. والنشاط الذي نأمل أن يدب في أوصال وأوردة الأحزاب السياسية.. واشتعال الوطن بالندوات.. والليالي السياسية.. ورصانة خطاب الجماهير.. ومخاطبة الناخبين.. ونشر الآراء.. والأفكار.. والبرامج السياسية.. في الهواء الطلق.. والعودة مرة أخرى إلى بهاء صورة الجماهير.. وهي تحتشد في الدور الحزبية .. أو حتى «الخيام» ولعلعة مكبرات الصوت.. والفضاء السوداني.. يتزين بالصور الحضارية المشرقة.. الجميلة الوسيمة.. وجعلها الله.. انتخابات خير ورحمة.. عيداً من أعياد الوطن.. وداعاً أبدياً للشمولية وعناقاً سرمدياً للديمقراطية..