ومرحباً بالانتخابات.. وهذا أوان الجد.. وعفواً صديقي هاشم صديق.. يا لسان الشعب الفصيح.. يا رئة الأمة المصادمة.. نعم.. وطني نحن سيوف أمجادك.. نحن مواكب تفدي ترابك.. عفواً صديقي.. ذاك الفخار والمجد.. عندما ادلهمت الخطوب.. واجتاحت الوطن الهبوب.. فكانت الانتفاضة.. ولكن دعنا نستبدل سيوف أمجاد الوطن.. بأوراق وبطاقات الانتخابات.. الصقيلة الجميلة.. نصنع عبرها ومنها غداً.. أزهى من ذاك الذي تغنى له الهادي آدم.. وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً.. نعم بسلاح بطاقات الاقتراع فقط نفدي يا وطني ترابك.. ودعوا الانتخابات تجري وتقوم على قدم وساق.. نريدها.. نريدها.. حتى لو أحاط بها العيب.. والنقصان من كل جانب.. على الأقل إنها انتخابات جادة.. وليست مثل تلك التي كنا نسمع بها ولا نراها.. عبر عشرين سنة وتزيد.. فها هو صديقنا.. «كيجاب» مجرد ناخب.. و«عثماناب»لا نكاد نسمع له حساً.. وذاك الذي كان يحلم بأن يحكم السودان.. من حلفا إلى تركاكا.. ويقود شعب السودان.. الذي أراهن.. أن تسعة وتسعين وتسعة أعشار المائة.. لم يسمع باسمه قبلاً.. نعم هذه هي الانتخابات.. وليس مثل تلك التي كانت تستدعي.. مفردات لم نسمع بها لا في «خلوة» ولا مدرسة أساس ولا في مدرج جامعة.. انتخابات.. أعلامها.. ولافتاتها المضيئة هي.. كلمات مبهمة.. أخفها ضرراً.. وأثراً.. وجراحاً.. هي الإجماع السكوتي وبدعة أخرى اسمها التوالي.. الآن فقط يجد المواطن السوداني.. أنه يعيش انتخابات ديمقراطية.. نرجو له الحياة.. حتى أن ولد مريضاً عليلاً معاقاً.. كسيحاً.. الأيام فقط كفيلة بشفائه.. وأمراض الديمقراطية لا تبرأ إلا بمزيد من الديمقراطية.. وتحدثنا كثيراً عن المؤتمر الوطني.. وهو من الأحزاب المرشحة للفوز.. أقول الفوز وليس الاكتساح.. فهذا ضد طبيعة الأشياء.. أرقنا مداداً كثيراً ونحن نوجعه بحروف حارقة.. ولكن يبقى أنه حزب قد عرف الناس وخبروا سياسته.. وتفكيره ومستقبله.. فقد حكم هذا الحزب لعقدين من الزمان.. وها هو يطرح نفسه بنفس النهج بذات المنهج.. وهنا نقول.. إن برنامجه معلن.. حتى للأعمى وذاك الذي به صمم.. ثم كل الناس.. أو على الأقل معظم الناخبين.. يعرفون.. تفكير.. وبرنامج الحزب الشيوعي السوداني.. فهو حزب يقوم على مرتكزات راكزة.. وسياسة واضحة.. له آراؤه في الاقتصاد.. والمرأة.. والسياسة الخارجية.. والداخلية.. وبرنامجه واضح تماماً مثل المؤتمر الوطني.. ونذهب مباشرة إلى الأحزاب.. ذات الوزن والجماهيرية.. وهي حزب الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي الأصل.. ونغفل تماماً.. تلك الأحزاب المنشطرة.. أو المشطورة من هذين الحزبين.. إنها أحزاب بلا جماهير.. وبلا برامج.. ولاماضي.. ولا مستقبل.. أحزاب كل برامجها.. هي تلك اليد المحدودة أبداً للمؤتمر الوطني.. الذي يهب السلطة وجزء من الثروة.. أحزاب قد اكتفت من تلك القسمة المنحة.. أو القسمة الهدية.. ونقول لحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي.. إن الوابل من الإفصاح عن البرامج ينتظر والجماهير ما عادت هي الجماهير.. لم تغادر دياركم.. ولا قفزت من مركبكم.. ولكنها تريد إجابة عن أسئلة كالسيل.. أولها.. ما أربكنا.. وشتت تفكيرنا.. والحديث كان عن أهم شيء يشغل الوطن.. والمواطن.. وهي قضية الاستفتاء.. وهذه أخطر محطة تواجه قطار السودان.. منذ عهد المهدية وحتى الآن..سؤال.. الإجابة عليه بعد عشرين شهراً فقط.. إما سوداناً موحداً.. وإما إنفصالاً.. والوطن عندها مشطور إلى قسمين.. ونعود للحديث.. الذي.. أزعجنا.. وأقلقنا هو ما صرح به مولانا.. الميرغني.. وعندما يتحدث الميرغني.. يعني أن الاتحادي الديمقراطي قد تحدث.. قال مولانا الميرغني.. وعبر الصحف.. وكل الفضاء.. إن وحدة السودان خط أحمر.. لانسمح به.. وهذه هي القصيدة.. بل هذه هي القنبلة.. التي نتوقع.. أن تختبئ في ثنايا البرنامج الانتخابي.. للحزب الديمقراطي.. وغداً نحدثكم عن خطرها وخطورتها آملين.. أن يكذب مولانا ما نقل عنه.. لأن ذلك يطعن في قلب.. جسد نيفاشا.. وغداً نواصل.. ------------------------------------------------------------------------