* الفريق بحري سيد الحسيني عبد الكريم مدير مكتب الفريق الراحل فتحي أحمد علي القائد العام للقوات المسلحة حتى العاشرة من صباح 30 يونيو 1989م وأشهر الولاة العسكريين قاطبة بعد الانقاذ حيث أسند إليه مهام والي كردفان وفي عهده أشرقت شمس الانجازات وللرجل اخفاقات كشأن كل حاكم وسلطان وضعته القيادة العليا لثورة الانقاذ الوطني حينذاك أمام مسؤوليات كبيرة لدائرة ولاية نصفها مشتعل بالحرب الدامية في جبال النوبة وأبيي والنصف الآخر يشكو الجوع ونقص الخدمات وتنامي المعارضة التي كان يقودها من حزب الأمة مولانا محمد علي المرضي ومن المايويين محمد أحمد الطاهر أبوكلابيش ومن البعثيين بشير حماد في أبوكرشوله ومن زعماء العشائر والقبائل د. هارون الطيب هارون ومن الحزب الاتحادي الديمقراطي المربي الأستاذ يوسف بشير. *خمسة عشر عاماً مضت على حكم الفريق الحسيني لكردفان ببذته العسكرية البيضاء (سلاح البحرية) ولحيته السوداء مع تسلل الشيب خلسة اليها.. تبدلت مواقع وتغيرت قناعات.. خرج الفريق الحسيني الذي أشتهر بالتكبير والتهليل والحماس لثورة الانقاذ حتى أعتقد بعض الناس أن الحسيني عضواً بمجلس قيادة الثورة (غير معلن) وصدق البعض عضوية الحسيني لجسم هلامي ساد أعتقاد عام بوجوده سراً (المجلس الأربعيني) أعتقل الحسيني دلدوم الختيم أشقر والفاضل حاج سليمان وعلي ابوعنجة بتهمة اجراء اتصالات سرية بالحركة الشعبية وجون قرنق حاكمهم على عجل ونقلهم على ظهر (قلاب) مثل الحجارة من الابيض حتى بورتسودان.. قضت المحكمة العسكرية التي كان يرأسها مدير مكتبه بالسجن (72) سنة لكل من المتهمين الثلاثة.. لم تنقض سوى أيام معدودة فأطلق القضاء سراح المسجونين وكافأتهم الحكومة بتعيين دلدوم الختيم وزيراً والفاضل الحاج سليمان وزيراً ثم رئيساً للمجلس التشريعي وكلاهما من قيادات الحركة الاسلامية لكن الحسيني ما كان يعلم أو يميز بين أهل الظاهر وأهل الباطن حتى القاضي الثالث للأحكام (مولانا احمد هارون) كتب رأياً مخالفاً للقضاة الآخرين عن المحاكمة وبرأ ذمتهم من الخيانة العظمى التي عقوبتها الإعدام.. نُقل الحسيني من كردفان لوزارة النقل وزيراً للدولة ثم أصبح مديراً للإدارة التنفيذية لطريق الانقاذ الغربي.. ثم عُين خبيراً وطنياً في القصر الجمهوري.. وأخيراً أعلن الحسيني نيابة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي عن خوضه الانتخابات لمنصب الوالي بشمال كردفان (كاتحادي ديمقراطي). *يستاهل الفريق الحسيني العودة والياً للأبيض التي أصبح المعارضون السابقون لحكومته (أهل حل وعقد) في الحكومة والمؤتمر الوطني.. أضحى محمد علي المرضي عضواً بالمكتب القيادي ووزيراً سابقاً للعدل وبشير حماد من شباب المؤتمر الوطني وابوكلابيش حاكماً سابقاً لكردفان ويوسف بشير وزيراً للتربية وابراهيم السنوسي معارضاً ود. بشير آدم رحمة يقود التحالف ضد البشير فكيف لا نرحب بالحسيني في عباءة و(قفطان) حزب الوسط والتجار والموظفين ونحن من رحب بالحسيني سياسياً و(أخ مسلم) في عباءة عسكرية.. والساسة الكبار مثل الحسيني ينزون بعيداً عن الأضواء ويمرضون ولكنهم (لا يموتون) ولا أعني الموت بمقاصده الإكلينيكية !