الأسماء غير اللامعة في محيط الكتابة عادة ما تحل جديداً وتعتبر عن اقتدار عال ذلك لأن العمل الذي تقدمه هو ما سيحملها إلى فضاء الشهرة وآفاق الصيت. بهذا الفهم دخلت باحة معرض الكتاب بأبوظبي بحثاً عن حبر جديد وتصيداً لأقلام تشق زحام الورق المتكدس وآلاف العناوين والأغلفة لتجد موقعاً لائقاً بها وقد كان لي فيما سبق تجارب مثل هذه التجربة ففي عام 1996 ظفرت بعناوين لشيرين أبو النجا وكانت وقفتها مغمورة وهي الآن تلمع في كل سماوات النقد الأدبي الرصين والدراسات المقارنة وبمثل ذلك كانت تجربتي مع أحلام مستغانمي ومع فاطمة المرنيسي. عطفاً على هذه التجارب التي عانقت من خلالها ألقاً نسائياً بحبر فياض اشتريت ضمن ما اشتريت كتاباً لكاتبة اسمها زينات نصّار لم أسمع بها من قبل ولم أقرأ لها شيئاً. اشتريت كتابها (العالم إمرأة ورجل) تحت مغريات عدة أولها أن الكتاب صادر عن دار (رياض الريس) وهذه دار لا تفوح منه إلا الرصانة. والإغراء الثاني أن النسخة التي اشتريتها مطبوعة للمرة الثالثة خلال خمس سنوات بما يؤكد أن الكتاب يقع تحت تصنيف أحسن المبيعات. أما الإغراء الأخير فهو أن عنواناً مساعداً جاور العنوان الرئيسي للكتاب هو (الحب بكل اللغات) بما يعني أن كاتبتي الجديدة ربما تتحدث بغير لسان، وتومئ دون إشارة وتهمهم بصوت لا يسمع ولا يرى بالعين المجردة ! عدت غانماً من أبو ظبي بحوزتي الموسوعة الفلسفية وتراث الثقافة العربية ورواية عمارة يعقوبيان المثيرة وكذا شيكاغو للكاتب علاء الأسواني وباقة من دار الشروق والساقي وهكذا عدت لدبي أحمل إشراقاً يشع من سطور الكتب ليهجع داخل غرف شغفي ويفتح شبابيك شهوات أخيلتي لتبدأ مسيرة المطالعة والانتجاع للكتاب. بدأت بكتاب زينات نصّار (العالم امرأة ورجل) بتحية روح الجندر التي تحملها بالحرص على تقديم المرأة قبل الرجل وأخذت التهم الكتاب .. صدمتني تلك المرأة من السطر الأول .. (الحب هو بداية الحياة .. هو منبع السعادة .. ونهر الآلام) .. ما الجديد في هذا وأين (الحب بكل اللغات) وجدت نفسي داخل (عباطة) بكل اللغات وفي لب تسفل بلا مدى فانهارت نظريتي في العناوين الجديدة وندمت ندماً لا قبل لي به لكنني تساءلت كيف قبل رياض الريس هذا الكتاب وكيف أعاد طباعته ؟!!