البحث العلمي في السودان يتخذ صفة ( احمد غايب في الركايب ) ، اسأل والسؤال مصاب بعقدة البحث والشلهتة ، كم تبلغ ميزانيات البحث العلمي في جامعاتنا ووزاراتنا ومصالحنا الحكومية وفي عقر دار الهيئة القومية للانتخابات ذات نفسها ؟ ، طبعا ابصم بالعشرة انه لا توجد أصلا ميزانيات لصاحبنا البحث العلمي في أي مرفق من المرافق الحيوية والكيحيانة في السودان وبدلا من البحث العلمي لدينا في الوطن الكثير من سيناريوهات البحث ، أولها أقسام البحث والتحري في مراكز الشرطة في عموم السودان ، والبحث عن الوظيفة للعاطلين عن العمل وهم بالملايين في الوطن المقهور ، والبحث عن لقمة العيش بالنسبة للغبش الغلابى من اشباه العبد لله ، والبحث عن زوج بالنسبة للفتيات الحالمات بدخول القفص الحديدي اقصد ( الوردي ) ، والبحث عن عروس ما تخرش المية بالنسبة للعرسان المكتوفة أياديهم من قلة الحيلة والوضع المادي الرديء ، والبحث عن طريقة للمخارجة من السودان للباحثين عن الهجرة والاغتراب ، أما اغرب أنواع البحث في السودان فتتمثل في البحث عن عيوب الآخرين وكشف حالهم فالجار يبحث عن عيوب جاره ليتخذها نقطة ضعف ضده والموظفون والموظفات في سلك الخدمة العامة والقطاع الخاص يبحثون عن أسرار بعضهم من اجل الإيقاع بهم وشرشحتهم ، إما أصحابنا الفنانين فان الفاشلين والحاقدين منهم يبحثون عن الشائعات السوداء من اجل تعكير صفو نظرائهم الناجحين ، والدليل على ذلك الشائعة التي تطال الفنان الشاب الكاريزما هذه الايام ، واقطع لساني من لغاليغو ان مطلق الشائعة الماسخة بحث كثيرا حتى وجد ضالته ( جاتك خيبة ) ، وفي سياق البحث السوداني الصميم فان المرشحين للانتخابات الرئاسية وانتخابات الدوائر يبحثون هذه الايام عن كيفية الفوز بأكبر عدد من الأصوات ، للأسف الجامعات التابعة للقطاعين العام والخاص في السودان تبحث عن الموارد مخرجاتها ضعيفة لا يمكنها المساهمة في الحراك التنموي، أقول وأمري إلى الله ان البحث العلمي سيظل غائبا في السودان إلى ماشاء الله ، ما يعني ان التنمية سيكون ( حالها واقف ) نتيجة لهذا الغياب ، للأسف لسنا وحدنا في السودان من ندوس على البحث العلمي ففي الوطن العربي من البحر إلى البحر نجد ان البحث يشكل غيابا كبيرا ، وبدلا من تفعيل مجريات البحث نجد ان البحث كما هو الحال في السودان يرمي شباكه في شبابيك اخرى وعناصر ربما لا تخدم المصلحة العامة ، للأسف تؤكد الاحصائيات ان ميزانيات البحث العلمي في عام واحد في إسرائيل تفوق الميزانيات المرصودة للبحث في جميع الدول العربية ، وتشير المعلومات إلى ان الوطن العربي برمته به 600 مركزا للبحث اغلبها داخل الجامعات بينما في فرنسا وحدها 1500 مركزا ، اسأل كم نصيبنا من مراكز الأبحاث العربية طبعا النسبة مخجلة ، إذن تعالوا نلقي القبض على البحث السوداني الهارب هذا طبعا اذا أردنا ان نفلح في الحراك التنموي ونصنع سوداناً خالياً من العيوب والثقوب ، ثقب في نافخوك أيها الباحث عن المتاعب