يتسلق الإحباط أعصابي حينما تردني رسالة الكترونية من خريج أو خريجة وهي زاخرة بالأغلاط الإملائية ، اذا كان هذا يحدث في اللغة العربية وهي اللغة الرسمية للبلاد والعباد ، فماذا عن بقية المناهج ، يبدو ان سياسة التعليم لدينا سوف تظل محلك سر وفي نهاية المطاف سوف يجني الوطن مخرجات تعليمية أي كلام ، الآن انتهت الانتخابات ونحن مقدمون على تشكيل حكومة ارجو ان تكون قومية متجانسة ، إذن علينا ونحن نفكر في التشكيل الوزاري ان تكون وزارة التربية والتعليم آخر منجهة وان يتم احداث انتفاضة في التعليم العام والجامعي مع الاهتمام بالبحث العلمي ، اسأل والسؤال بحاجة إلى إجابة شافية هل سوف تعمل الحكومة القادمة ماشاء الله عليها ، لعلاج اللطخات السوداء في جسد القطاع التعليمي أم ان الكراسي الدوارة سوف تنسي أصحابنا أهم قطاع لتخريج الموارد البشرية التي نحتاجها في الحراك التنموي ،؟ من المفترض ان توجه الحكومة بوصلة اهتمامها لقطاع التعليم وتخليصه من الشوائب التي طرأت عليه خلال العشرين سنة الماضية ولكن بشرط تغيير النظام التعليمي الحالي من جذوره ووضع مناهج جديدة تتناسب مع احتياجات السوق والحراك التنموي ، الغريب في السودان لدينا مدارس من ورق ولدينا ملاح الورق ولدينا سياسيون يتحدثون على الورق فقط وكلامهم يختلف عن افعالهم ، انهم صحيح ناس من ورق ، وطالما ان الحديث متواصل عن التعليم والناس الورق والسياسة الورق تعالوا ندخل بدون احم ولا دستور إلى ردهات ومعامل ومختبرات ومكتبات جامعاتنا ، خصوصا بعد ان اعلنت وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية عدم اعتمادها شهادات الدراسات العليا الصادرة من الجامعات السودانية كافة واستثنت منها جامعة الخرطوم فقط ، هذا الإعلان جاء بعد اكتشاف شهادة دكتوراه مزورة لمدير تعليم في إحدى المحافظات في منطقة المدينةالمنورة ، صادرة من جامعة النيلين (وعلى مقرن النيلين سوا يا حبيبي ) ، طيب بصراحة وبدون أي حساسيات اسأل سؤالاً عفوياً كم عدد درجات الدكتوراه والماجستير من نوعية ( من بره الله الله ومن جوه يعلم الله ) التي منحتها جامعاتنا الموقرة لطلاب دراسات عليا سودانيين واجانب يتقاطرون إلى الوطن من اجل الحصول على درجات علمية فشنك ، طبعا إجابة هذا السؤال ستظل واقفة في ( الضل الوقف ما زاد ) ولن تخرج إلى العلن حتى وان بحثنا عنها بالشمعه ، المهم زميلتي الصحافية السعودية أميرة العتيبي خريجة جامعة اليرموك في الاردن ، سألتني عن أفضل جامعة سودانية يمكن ان تحضر فيها درجة الماجستير في الإعلام قلت لها امهليني عدة أيام وانا اضع امامك الخيارات كافة ولكن حسبتها ( صاح ) ، ونصحتها عدم التوجه إلى السودان للحصول على ما تصبو إليه خصوصا بعد الإعلان عن عدم الاعتراف بالشهادات العليا الصادرة من جامعاتنا الموقرة ، إذن المسالة تتطلب انتفاضة من العيار الثقيل لاعادة الهيبة إلى قطاع التعليم العام والجامعي في السودان بصورة عاجلة ، عاجله إيه ، على اقل من مهلكم ( العجله من الشيطان ) روح الله يقطع شيطانك .