منذ فترة وأنا أعاني من مرض غريب بصدري لم اكترث له منذ البداية، فأنا لا أحب «الشكية» ولا الذهاب للأطباء حتى عندما سافرت لمصر وللإمارات رفضت رفضاً باتاً عرض نفسي على طبيب خارج البلاد، ولا أدري سبباً أو مبرراً واضحاً لهذا الرفض.. لكنني ومع ازدياد حالتي سوءاً صرت اتشبث بالعافية وأفعل كما يفعل الأطفال لا يستسلمون للمرض إلا مضطرين، وبعد أن يحسوا بقليل من العافية يعودون لمزاولة أنشطتهم.. ورغم معاناتي مع المرض خاصة في الليل إلا أنني لم أسارع للذهاب إلى الطبيب.. المهم لقد سقت كل هذه المقدمة لأنبهكم لعظمة العافية وأن طلبها دائماً يجب أن يكون في حالة الصحة والتمتع بالعافية، خاصة عندما يستطيع الإنسان أن يأكل ويشرب و ينام ..وفقد أي واحدة منها يجعلنا في حالة غير طبيبعية.. وقد تمر على دعوة دعاها لك آخر «الله يديك العافية» .. قد تؤمِّن على الدعوة وقد لا تؤمِّن عليها .. وفي الحالتين لا يُلقى لها بالاً لكن عندما تفقد العافية تحس بعظمة هذه الكلمة. لذا يجب أن لا ننتظر حتى نفقدها ولندعو بها في حالة العافية والتمتع بها.. خاصة وأن الأمراض قد كثرت وتكاليف علاجها في تزايد مضطرد، حتى العلاج البلدي لم يعد «هيِّناً» والحصول عليه أصبح صعباً خاصة بعد تسميته بالطب البديل .. بالمناسبة قد كان لجدي دعوة خاصة به يدعو بها دائماً ويقول « اللهم استر الفقر بالعافية» وعندما سألته قال: إن كل شئ يفعله الإنسان داخل بيته ويغلق بابه لا يعرف أي إنسان ماذا وراء الجدران إلا المرض فهو الذي يعلن عن نفسه ويكشف المستور و«يحيجك» للناس،لأن الإنسان لا يمكنه أن يرى شخصاً مريضاً ولا يعالجه لذا يقوم بفتح الأبواب المغلقة.. فلنتفق من الآن على الدعاء لأنفسنا ولبعضنا بالعافية وأن نحرص عليها وعلى متابعثها لأن فقدها مر ويفقد الإحساس بالحياة وجمالها.. «متعكم الله بالصحة والعافية وأدام عليكم ثوبها».