السيد الصادق المهدى ماذا سيقدم للسودان فى هذه السن المتأخرة من عمره المديد إنشاء الله، وليته دفع بأحد أبنائه لرئاسة الحزب وإحتفظ هو بإمامة الأنصار التى إنتزعها من عمه السيد أحمد عبد الرحمن ليجمع بين القداسة والسياسة، وقد إستنفد حظوظه فى السلطة والحكم بفترتين رئاسيتين وإن لم يصمدا طويلا، ولم ينجز فيهما ما يشفع له بالعودة من جديد رئيسا للبلاد، بل كان كريما مع الإنقلابات العسكرية التى أطاحت بحكمه وقد أهداها حيثيات بياناتها الأولى. الطريقة التى يدير بها السيد الصادق حزبه لم ترق حتى للمقربين منه، مما أضطرهم للخروج عليه وتكوين أحزاب وتيارات كلها ترفض«صدقنة الحزب»وقد فشل فى إدارة حوار معها والإتفاق على مرجعيات حزبية تقى الحزب شر الإنقسامات وحالة التشظى التى تسود الحزب الأن، وهى مرشحة لإتساع رقعتها فى ظل سيطرة أبنائه على مقاليد السلطة داخل الحزب، ويضاف لذلك فشل السيد الصادق فى إعادة أي من الخارجين على الحزب الى حظيرة الحزب من القبادات أو الأحزاب أو التيارات العامة و الخاصة ، وها هو يحتفظ بهذه الإنشقاقات لتلاحقه وتزاحمه فى إنتخابات رئاسة الجمهورية مما يعقّد حساباته داخل الساحة الأنصارية التى لن يخرج منها مبارك الفاضل خالى الوفاض لاسيما وأن أيا منهما هو ومبارك«جده الإمام محمد أحمد المهدى مادام السيد الصادق بهذه الوضعية مع قيادات أصيلة داخل الحزب يفضّل عليها أبئاءه ولا يستجيب لنصحها و لم يحرز نجاحا فى «لملمة »شتات حزبه وما يحفظه له الشعب السودانى من مثالب لم ترافقها مناقب و هو يحكم البلاد تمثلت فى إهمال للقوات المسلحة و سؤ إدارة وتعويضات أم دوم الشهيرة وتخلف إقتصادى ساهم فى أن تكون بلادنا مكبا للإغاثات وفوضى أمنية أفسحت المجال للجريمة لتطرق فى وضح النهار داخل الأسواق وفى قلب الخرطوم، وغير ذلك الكثير الذى يشكل حائط صد أمام أحلام السيد الصادق، ومن الأوفق له بناء حزبه وتوحيد صفوفه والترجل يفسح المجال لشباب الحزب حتى لو إختار أحد أبنائه ، لأن حزبه وبما هو عليه الأن ليس بمقدوره حكم السودان.