ü مفاوضات الدوحة تسير على قدم وساق والمشكلة الدارفورية برغم الألغام والقنابل المفخخة على وشك أن تجد حلاً يرضي أطراف النزاع.. لكن ما أن تبدو بارقة أمل تشير إلى انفراج سياسي وهدوء الأحوال بالسودان إلا وتقذف الأيادي السوداء بالمتاريس والمفخخات في طريق السودان. الآن وفي هذا الوقت نفضت الجنائية الدولية الغبار عن ثوبها الغابر وأطلت برأسها من جديد لإعادة النظر في قرار اعتمدته من قبل ببراءة المشير البشير من تهمة الإبادة الجماعية.. لكن مدعيها العام لويس مورينو أوكامبو الذي لا هم له ويتكسب من وراء إدعاءاته الباطلة ضد السودان.. في قضية فاشلة فاقدة المسوغات يحركها ليعكّر صفو الأمن والسلم بالسودان.. وبعد أن سكن أوكامبو منذ أن أُلقم حجراً وبراءة محكمته البشير من تهمة الإبادة الجماعية بدارفور.. ولعل جرحه الغائر لم يندمل بعد من هول الصدمة التي تلقاها من محكمته بقرار جاء عكس ما كان يتمنى من الجولة الأولى.. رأى أن يعرقل سير مفاوضات الدوحة.. ويعرقل أيضاً سير العملية الانتخابية.. وليفرح معاونيه بالداخل.. لتعقيد المواقف ويخلق جواً من اللغط والإثارة نحو العملية الانتخابية..خاصة والقوى السياسية الأخرى التي تتخوف من الانتخابات بتغيير مواقفهم ورأيهم بين الفينة والأخرى. ü لا يفهم من استئناف أوكامبو لقرار محكمته وقبول الجنائية لاستلام الاستئناف إلا شيء واحد هو التأثير على الانتخابات وإصابة أي حوار أو تفاوض بشأن قضية دارفور في مقتل. أعداء السودان يتحدثون عن الإبادة الجماعية بدارفور.. ويتقدمون بشكواهم للجنائية الدولية لانزال أقصى العقوبة على السودان الوطن وينسى المدعو أوكامبو ومحكمته المسيسة قضايا أخرى ملتهبة. نسمع يومياً عبر الإذاعات ونشاهد عبر الفضائيات عشرات القتلى وإبادة البشر بأحدث ما توصلت التكنولوجيا له من تدمير الإنسان.. بالمواد الكيميائية والرصاص السام والقنابل ذات التفجير والعربات المفخخة وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.. هذه الإبادات تحدث على مرأى ومسمع من كافة المنظمات العالمية وخاصة منظمة حقوق الإنسان هذا المشهد الدموي الموجود حالياً. في مدن العراق وفيافي أفغانستان وربوع الصومال..وفي قطاع غزة وفي جبال صعدة باليمن.. وفي الحدود الباكستانية.. لكن المدعو أوكامبو يترك كل هذه القضايا الساخنة والدامية وذات الحدث اليومي.. ويركز بصفة خاصة على السودان ولماذا لأن القضايا الأخرى طرف النزاع الأساسي جيوش بعض الدول.. وتتحرك بواسطة قوى عالمية ودول ذات ثقل هي نفسها التي تحرك أوكامبو فالسودان حالة فريدة أرادت الدول الاستعمارية الكبرى جعله بؤرة ملتهبة من الصراع طمعاً في ثرواته البترولية والمعدنية ولميزات أخرى كدولة كبرى في أفريقيا تزحف نحو العالمية. ü عموماً إن ما يجعل أوكامبو ومحكمته يسعيان حثيثاً نحو ملاحقة البشير- بهذه الصورة إنما بدون أن يدروا أنهم يقفون ضد مصالح الشعب السوداني وتراب السودان وهذا لا يمكن السكوت عليه ويحتاج الأمر إلى أن يقف السودان بجميع أبنائه ضد أوكامبو ومحكمته المسيسة والحقيقة التي تغيب عن أوكامبو ومحكمته أن ما يفعله وما يصدر عن محكمته لا يعني السودان حكومة وشعباً ولا يؤثر في موقف الحكومة ونظرتها للمحكمة حيث عدم الاعتراف بها ولا يرى لها ولاية على السودان ومواطنيه ولعل موقف السودان هذا جعل أوكامبو ومحكمته يشتاطون غضباً وحقداً على السودان.. ü وإذا كان أوكامبو يستمد حماسه من معاونيه بداخل السودان الذين يغذوه بالمعلومات والبيانات المفبركة وهؤلاء في العُرف السياسي يسمونهم «الخونة» فإن الطيور على أشكالها تقع فالمدعو أوكامبو.. لن يكون أحسن حالاً من هؤلاء «الخونة» فالذي يخون مهنة العدالة ويُسيّسها ويجعلها فارغة من القانون ليسقط ويفقد احترامه لذاته وهكذا هو موقف المدعي العام.