قال نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إننا حقيقة نجحنا في توقيع اتفاق سلام في 2005 أوقف الحرب ، ولكننا في نفس الوقت فشلنا فشلا كبيرا في صناعة أو صياغة الوجدان الاجتماعي الذي يصنع من اتفاق السلام بعداً اجتماعياً ، مشيراً إلى أن مشكلة الاتفاقية ليست مشاكسة الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية كما يعتقد البعض ، ولكن لعدم وفاء المانحين بالتزاماتهم أو على الأقل لو رفعوا عنّا العقوبات كنّا سنكون في وضع مادي وتنموي سيساهم كثيرا في تجاوز مشكلات كبيرة . وقال طه في جلسة « ونسة» مع الصحفيين السودانيين في القاهرة والمرافقين له من الخرطوم في مقر إقامته بالقاهرة لتبادل الأفكار: هناك الكثيرون يشعرون بالقلق تجاه مستقبل السودان ، مشيرا إلى أن هذا القلق الذي يعيشه أهل السودان تشاركهم فيه دول الجوار وكذلك الفضاء العالمي حيث إن كثيراً من العواصم تفتح ملف السودان ويسلطون عليه لمبة قوية لمعرفة مكاسبها وخسارتها في ظل الظروف الراهنة ، بينما في الساحة السودانية لم تكن أمام الفعاليات والقوى السودانية خريطة مضاءة ليعرفوا بوصلة مستقبلهم أو كيفية إدارة صراعاتهم . وقال طه بعد الاتفاقية توقعت أن أجد تعاوناً من مراكز الدراسات والجهات الأكاديمية في السودان بالإسهام من خلال بحوث أو دراسات وتقارير تفصل وتشرح بالتحليل ما قمنا به ولكنهم لم يفعلوا ذلك وجمعتهم وسألتهم عن ماذا يصنعون في مراكزهم ولم أجد رداً ، وأضاف كذلك عندما ناقشنا قانون الاستفتاء لم نجد من منابرنا الإعلامية أو مراكز الدراسات المتعددة أي عون أو إجراء بحوث أو حوارات لاكتشاف الذات من خلال طرح ممنهج أو برنامج علمي مفهوم حول مدى تأثير ذلك على مستقبل السودانيين . وتساءل طه : أين اتفاق نيفاشا عام 2005 من اتفاق أديس أبابا الذي وقعه جعفر نميري عام 1972 والذي تحول وقتها إلى حركة وجدانية وظهرت كثير من التسميات لتمجيده من أسماء شوارع وبنوك وأشخاص غير الأناشيد والأغنيات الوطنية ، بينما شعرنا وكان اتفاق السلام السوداني في 2005 صناعة أجنبية . وقال إن هناك شكوكاً من الحركة الشعبية حول إمكانية عودتنا للحرب ونفض أيدينا عن السلام في حالة فزنا في الانتخابات القادمة ولكني أبلغتهم أننا وقعنا على اتفاقية السلام بقناعة تامة رغم حظها من الخطأ والصواب . وأكدت لهم أن موقفهم من الوحدة هو كلمة السر لاستكمال المشوار ونحن لسنا متراجعين عن هذه الاتفاقية ، وأيضاً سنحترم إرادة أهلنا في الجنوب . وقال طه إن تنفيذ الاتفاقية اكتمل بنسبة 90 إلى % 95 وخرجت عبر تركيبة معقدة وتمت صياغتها بالصورة المركبة وفرغنا من القضايا الأساسية . وقال إن ما يجعلني متفائلاً حول مستقبل السودان والوحدة أن المعركة ليست مستحيلة وليست خاسرة ولكنها صعبة ولذلك نستطيع في الفترة المتبقية أن ندير معركة وجدانية ، وندعوا إخوتنا في شمال الوادي في مصر للمشاركة في هذه الجهود ، وقال لو قمنا بذلك وأدرنا حوارا يمكن أن نكسب هذه الجولة ، مشيرا إلى أنه عندما تتحرك مصر ومعها كل الوطن العربي وعندما تتحرك دول الجوار سنحقق أهدافنا.