عندما أطلعت على خبر هستريا الخوي التي أصابت عدداً من المواطنين وكانوا حينها (95)، أصبت بخوف رهيب لم استطع معه إكمال قراءة الخبر فقلت لأستاذتي آمال سراج (هاك شوفي الخبر دا جابت ليها جن جماعي بعد الكلاب.. نمشي وين يعني) فأخذت الصحيفة وأطلعت على الخبر، وقالت إنه نتيجة لأطعمة تناولها أهل تلك المنطقة.. وبالأمس وجدت تصريحاً لوزير الصحة بحكومة شمال كردفان يكشف فيه الأسباب الحقيقية للمرض والذي تحصلوا على إفاداته من معمل استاك، حيث اثبت أن الحالات الهستيرية الغريبة سببها وجود سموم فطرية دخلت المنطقة عبر قمح الإغاثة القادم من دارفور، وأن هذه السموم نتجت عن سوء التخزين وقبل الخوض في جزئيات الموضوع، نتمنى أن تصل اللجنة التي شكلتها وزارة الصحة والتي تضم قادة الشرطة،وجهاز الأمن، والقيادات الشعبية، والصحية العاملة بالمنطقة، لرصد ومتابعة الكميات الموجودة من القمح في الأسواق، واخضاعها للفحص المعملي والتحفظ على القمح المشتبه في اصابته بالسموم.. وناشدت المواطنين بالتخلص من كميات القمح الموجودة عندهم.. ونحن بدورنا نناشد المواطنين أيضاً ليس في منطقة الخوي فقط، وإنما في كل الولايات المتاخمة لدارفور، والتي يمكن أن يدخلها القمح المشتبه فيه، ثم ثانياً والأهم من ذلك يجب أن تقوم السلطات في ولايات دارفور بالتحفظ على كل القمح الموجود في مخازن الإغاثة بالولاية، وإجراء الفحوصات عليه وليس وحده، بل يجب أن يشمل الفحص الأنواع الأخرى من الأغذية.. فالحرب قد فعلت ما فعلت بأهل دارفور ويجب أن نحميهم من أي أخطار أخرى، خاصة بعد تشريدهم وعيشهم في معسكرات النازحين.. المهم سادتي الأمر جد خطير ويجب أن لا يمر مرور الكرام، ويجب التحقيق فيه لامتصاص آثاره أولاً، ولمتابعة مثل هذه المشاكل التي امتدت لولايات أخرى، ولمواطن آخر، هو نفسه مغلوب على أمره، ولم يصدق أن حصل على القمح، ولم يفكر في أنه يشتري المرض والخوف.