طربت أيما طرب لصرخة دوّت أمس الأول من تلقاء الأديب الشاعر عبدالعال السيد الذي خطت أنامله عمودا ليس ككل الأعمدة من حيث الهدف والغاية والرسالة... أبى عبدالعال إلا أن يقف ثائرا يذود عن المديح النبوي، رافضا أي محاولة لتفريغه من محتواه .. ولا أملك إلا أن أحيّي الصرخة التي أرجو أن تثقب آذان الغافلين ... وعال يا عبدالعال فقد أصبت بل وبلغت .. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم يستلزم وقارا وتمثلا به وبسنته لا يتمتع بهما كثير ممن تقدمهم أو تقدمهن ساهور تحت ألقاب مادحين ومادحات... ساهور إن لم تصحح مسيرتها فإنها ستسن سنة يتجرع علقمها كل المسلمين، ذلك عندما تتراجع هيبة المديح ، وتغيب صفات المادحين ويتعذَّر على الناس الفصل بين الغناء والمديح... بين اليسار واليمين... لا يمكنني إلا أن أُحسن الظن في القائمين على قناة ساهور حينما أقدموا على تخصيص فضائيتهم لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ... ويقول أهلنا (النية زاملة سيدا) لكن الأمر أكبر من السكوت عليه... سبق أن كتبت في هذا العمود قبل أسابيع تحت عنوان (مالو المديح بالطار) في ذات الموضوع، وحيث لم يكن بيني وبين الأستاذ عبدالعال أي تنسيق من هذا النوع أو غيره فإن توارد الخواطر إحساس بالخطر لا يدع ساور أمام خيارات متعددة بل يحتم عليها الجلوس والتأمل لتقييم نتائج تجربتها... شكرا للأستاذ عبدالعال السيد الذي وضع مبضعه على الجرح وتحسس الخطورة فجنّد أسلوبه الساحر ويراعه الباهر ليرسل همسة قوية من صرخته التي طالب فيها دعاة الوسطية من العلماء الذين مثل لهم بالدكتور عصام البشير إلى التدخل لمعالجة سلبيات ساهور.. وإن كنتُ أرى أن يُستفتى في الأمر خبراء المديح وأهله انطلاقا من قوله تعالى(واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، إلا أني أؤيد صاحب الصرخة متمنيا أن تحرِّك صرخته الماء الراكد، وأن تلاقي قبولا لدى إدارة فضائية ساهور طالما أن الغاية تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم الذي من أوجب ما يجب في حقه التأدب في حضرته وعند مجرد ذكر اسمه الذي ارتبط باسم الله تعالى... والأمر الإلهي واضح بوجوب التأدب معه صلى الله عليه وسلم بخفض الصوت في حضرته. لله درك يا عبدالعال وأنت ترفع صوت الصرخة داعيا للتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.