فتحت نوسة المحروسة عينها من النوم وسمعت طرقات مزعجة على الباب ( دل دل دل) ، فخرجت حافية ومكشوفة الرأس وهي تجري مثل ( التقيل فاق المهر العنيد ) وافتكرت ان والدتها المريضة في ضواحي الخرطوم انتقلت إلى رحمة الله تعالي وان طارق الباب يحمل لها الخبر المفجع ، وما ان فتحت الباب حتى وجدت جارتها سلمى لبط تحمل بين يديها صحن ماكن وقبل ان تفتح نوسة خشمها بكلمة ناولتها سلمى الصحن وهي تقول ( جايبه ليكي الليلة صحن جراد سمين محمر تاكلي أصابعك وراه ) ، فتناولت نوسه الصحن وهي تتثاءب وأنفاسها تعلو وتهبط مثل بابور الطحين وصاحت في جارتها ، ( جراد شنو كمان يا بت أمي أنت عندك سلك عريان وللا شنو ) ، ( لا ده أنت أسلاكك العريانة ما سمعتي بخبر الجراد المالي البلد ويقولوا يعالج الدغت والسكري وانت يا نوسه عندك الدغت والسكري يا بت أمي ) ، نوسة شكرت جارتها سلمى لبط وبعد ان غسلت وجهها جاءتها فكرة مجنونة من بيت الكلاوي وفكرت في استثمار الجراد وتقديم وجبات منه ضمن ( فطور العريس ) خصوصا وان ابنتها البكرية ريم الهبلة على وش زواج ، الفكرة راقت لنوسة المحروسة وأبلغت بها بعلها عبده بيه المتخلف ، فبرم صاحبنا شنباته الما خمج ووضع سفة معتبرة ورفع عقيرته صائحا ( تصدقي دي فكرة مجنونة وكمان يمكن تكون موضة لبقية أهل الإعراس تريحهم من بلاوي فطور العرسان وما تنسي الجراد بالمناسبة دي يقولوا فيه طاقة رهيبة للرجال أحسن من الفياغرا ) ، إلى هنا انتهى كلام نوسه وزوجها عبده بيه ،المهم في العدد (1262) من ( آخر لحظة ) شدتني مادة بعنوان ( الجراد المحمر والمغلي وجبات شعبية وسط العاصمة ) ، وإذا كان سكان العاصمة يا دوب بدوأ يفكون الريق بالجراد فان العبد لله أكل الجراد بكافة أنواعه في طفولته ، وكنا نصطاده ونتلذذ بأكله على عينك يا تاجر ، ولأنني امتلك خبرة واسعة في فنون اصطياد هذه الحشرات فسوف أضع نظرية ما تخرش المية عن أفضل طرق اصطياده ، بشرط ان يتم اعتماد هذه الطريقة من قبل هيئة المواصفات والمقاييس السودانية ، على فكرة الكثير من الشعوب العربية والأفريقية يأكلون الجراد بل ان الباعة يتفننون في مدحه ويدعون انه يعالج السكري والضغط ويمد الرجال المصابين بالعجز الجنسي بطاقة ما انزل الله بها من سلطان ، على فكرة يحتوي جسم الجرادة الواحدة على 62 % بروتينات و% 17 دهون اضافة إلى الصوديوم والماغنسيوم يعني الجرادة مثل الكنز وأجركم على الله ، طيب المهم ارجو ان يتم تحليل الجراد الذي يباع في أسواق الخرطوم وامدرمان من قبل السلطان الصحية قبل اعتماده وجبات للعرسان وللباحثين عن علاج السكري والضغط ، كما ارجو ان يتسلح القائمون بالحملات الصحية بالعكاكيز حتى لا تحدث معارك حامية الوطيس بينهم وبين باعة الجراد ، تعيش جرادة بنت صفور ألجرادي