واصلت اللجنة المكلفة من نائب الرئيس على عثمان محمد طه لحل مشاكل الجالية السودانية فى مصر مهامها، وسط كثير من الجدل حول طبيعة الزيارة وإمكانية حل المشاكل المستعصية التي يعيشها أبناء الجالية، حيث شهد اليوم الثالث من الزيارة حواراً جاداً بين الوفد والجالية، تركزت مشاكل السكن والأراضى والتعليم، والعودة الطوعية للاجئين الذين أكدوا رغبتهم فى العودة للوطن. ولكن ظهور هذه اللجنة أثار كثيراً من الجدل حول إمكانية إيجاد حلول موضوعية وصادقة لقضاياهم، وتوقيت الزيارة التي ربطها البعض بالانتخابات، حيث أكد م . م . أ رفض إعلان اسمه كاملاً أنهم يحتاجون إلى خدمات كثيرة كانت تتجاهلها الحكومات السودانية منذ الاستقلال، ولكنهم لم يتوقفوا عند الإشاعات والتحليلات لدى البعض الذين ربطوا بين عمل اللجنة والانتخابات، وأكد أنهم كجالية قديمة عانوا الأمرين، وهما عدم ارتباطهم ارتباطاً حقيقياً بالوطن، وعدم اعتراف رسمي من الدولة بأن لهم حقوقاً مثل اي سوداني، ولذلك اعتبروا أن إيفاد هذا الوفد رفيع المستوى يعنى اعتذاراً خجولاً، ولكنه فى نفس الوقت فتح شهية الجالية للإفصاح عن مشاكلها بوضوح، مشيراً إلى أنه لاحظ جدية كبيرة من هذه اللجنة لحل مشاكلهم، وأنهم قدموا مطالبهم بكل وضوح، وتم حل جزء كبير منها وقتياً، ولكنه تمنى أن تنفذ المطالب التي تحتاج إلى قرار سياسي مثل حل مشكلة الإقامات، فى إطار اتفاق الحريات الأربع، ومشكلة الأراضي، والمساكن، وهذا يمكن أن يشجعهم للعودة إلى الوطن، رغم أنهم عاشوا بين أهلهم فى مصر ووجدوا كل حب واحترام، وأضاف لماذا لا؟!.. ونحن فى حاجة ماسة للتواصل مع الوطن . فيما اعتبر اشرف رمضان صاحب مكتب عقارات بالقاهرة أن إرسال هذا الوفد يعنى بالنسبة للجالية فرصة ثمينة، خاصة أن هؤلاء من الجالية القديمة ولم يجدوا اهتماماً من كل الحكومات منذ الاستقلال، وكأنهم نبت شيطاني لا علاقة لهم بالسودان. وأشار إلى أن هذا القرار رغم أهميته هو جزء من الترضية، ويمكن أن يزيل جزءاً من الغبن الذي ترسب فى نفوس أبناء الجالية، خاصة أن ما قاموا به جزء من مسئولية الدولة تجاه مواطنيها فى أي مكان من العالم، ولابد من استثماره كحق مشروع من الحقوق، مشيراً إلى أن الجالية بعيدة عن الانتماءات السياسية والعقائدية، ولا تخضع للحسابات المطروحة، ولكنها ظلت تبحث عن مظلة تحسسها بالأمان أولاً، وأشاد بالحكومة المصرية والشعب المصري الذي تعامل معهم كأنهم جزء من النسيج الاجتماعي المصري. وفى الوقت نفسه أكدت راقية إبراهيم خريجة زراعة وعاطلة، أن الأمر مجرد استقطاب لأبناء الجالية قبل الانتخابات القادمة، وأوضحت أنه إذا كانت الحكومة الحالية جادة لحل مشاكل أبناء الجالية عليها أن تحسم المشاكل المؤجلة قبل الانتخابات، حتى نتأكد من أن المسألة ليست مرتبطة بشئ يدعو للشكوك، وقالت أرجو تتحقق الأمانى، رغم أنني لست متفائلة بأن كل مشاكلنا يمكن أن تحل بدون ثمن. أما فتحي حسن أحمد أكد أن قرار إرسال هذا الوفد فى صالح الجالية السودانية، ونحن ليست لنا أية حسابات سياسية كجالية، وكل ما يهمنا حل قضايانا بعيداً عن مصالح وخلافات الآخرين، وأضاف كنا نحلم يوماً ما أن تسأل علينا الدولة، لأننا كنا نشعر بأننا نغرد خارج السرب السوداني، ولذلك لن نتهاون فى استثمار هذه الفرصة، خاصة أن أحداً لم يتصل بنا ليساومنا أو يشترط علينا شيئاً محدداً حول ما سيقدمونه لنا، وأشار إلى أن أبناء الجالية سبق أن طلبوا من السفارة عشرات المرات أن يساهموا فى إرسال الطلاب من أبناء الجالية فى الإجازات الصيفية إلى السودان، ليتعرفوا بأهلهم وبلادهم دون جدوى، خاصة أن كثيراً من أبناء الجالية لم يروا السودان طوال حياتهم، ولكن لم يتفهم أحد هذا الطلب غير مرة واحدة، وقال إن هؤلاء الناس (بسيطين) وليست لديهم مقدرة لدفع تكاليف زيارة السودان أو إرسال أولادهم، لشح الإمكانيات ولابد أن يكون للدولة دور فى لم شمل السودانيين. ولكن حاتم . ن . ك من الجالية الجديدة له 6 سنوات فى القاهرة متواصلة التقيناه فى مقهى جى جى الشهير بشارع 26 يوليو قال.. أنا لا أثق فى الحكومة وليست لدي مطالب، وكل ما ارجوه أن تحافظ الدولة على وحدة السودان، وعندما قلت له نريد رأيك فى زيارة هذا الوفد للقاهرة قال: أنا لايهمنى الوفد وكل مايهمنى اننى حضرت للقاهرة بمزاجي، ولا احتاج لأي شخص أو أية جهة، ولكن أحاول أن استفيد من وجودي فى مصر بمزيد من الدراسات العليا، ولو أرادوا أن يقدموا خدمات للجالية فهناك من يستحق هذه الخدمة، أما أنا فلست جزءاً من هذه المنظومة. ولكن الحاجة آمنة احمد قالت إنها سعيدة جداً بهذه الفرصة وخرجت منها بحل لمشكلة مزمنة، وهى أن ابن أخيها مسجون فى سجن القناطر الخيرية منذ أربع سنوات، وهو محكوم بخمس سنوات، وكانت مع السجن غرامة كبيرة لم تستطع دفعها، ولابد أن تدفع حتى لا تستبدل بسجن آخر يساوى المدة التي قضاها، وتم اتفاق مع الوفد بدفع المبلغ وبعدها سيخرج ابننا إلى الحياة العامة.. وأشارت إلى أن الوفد أكد بأنهم سيتكفلون حتى بإعادته إلى السودان على حساب الدولة، ولم أفكر ماذا يريدون منا بل فكرت في ماذا نريد منهم نحن.