أنا من المداومين على قراءة زفرات حرَّى للشيخ والأستاذ الجليل الطيب مصطفى رئيس مجلس إدارة الانتباهة- الصحيفة الثانية لي بعد العروسة- وأتناقش دائماً مع صحبي- أثناء مطالعة زفرات الطيب- في ما كتب؛ والقراءة المستقبلية للأحداث.. وأجد نفسي أردد: «كأنَّك تقرأ أفكاري!» كلما ذهبنا إلى ما ذهب إليه «عرَّاب الأغلبية الصامتة». قرأت للأستاذ الجليل الطيب مصطفى في عدد الأمس بزاويته- الأهم حالياً بجميع الصحف- التي عنونها وعلى حلقات ب«عندما يُنصب عرمان رئيساً على السودان»، واعتقادي أن الشيخ مصطفى ولشيء ما استعاض ب«عليّ» عندما قال «...... رئيساً على السودان» وليس رئيساً للسودان، وهو أمر له تفسيرات جليلة ومهولة.. وذكر في زفرات الأمس: «عرمان عبارة عن جلابي انحاز إلى حركة جنوبية متمردة- ما قامت إلاّ من أجل قضية الجنوب - ....؟ وتطرق بعدها شيخ مصطفى لخيارات الشعب السوداني، وقد أحسن صاحب الزفرات «الظن »بنا كشعب سوداني، عندما ثمن عقولنا في التفريق بين الفن ودوره والسياسة والفكر ودورها. عشرون عاماً و «زيادة» ونحن في حكم الإسلام وشرعه- أمن وأمان- شببنا على «مسلمون» و«أنا مسلم» في المتوسطة- مرحلة سابقة من مراحل التعليم توازي نهايات مرحلة الأساس- واستمعنا لمحمود عبد العزيز- الحوت- رغم هناته وهناتنا، وحفظنا لوردي وطنياته وأناشيده وأمنَّا حينها بانتمائنا للوطن عبر سالفي الذكر وغيرهما من رموز هي «وطنية»، و«كبرنا» ومضت أيام.. جفت صحف ..رفعت أقلام.. فإذا أيام الدرس «المُرة» مقضية، وبدأنا نبحث ساعتها عن وهم يدعى الحرية.. كانت «حلماً» راودني والنفس «صبية» ،تلك كلمات من قصيدة الرائع محيي الدين الفاتح، والذي بعدها يتمدد تاريخاً لحاله الذي كان هو حال كل صبي يتطلع لامرأة نخلة . { العقل هو النعمة المخصصة لبني آدم، والذي أعطى عقلاً دون التزام بمبادئ لا يفقه دينه، ومن ثم لا يؤمن بعقله، فلا عقل كامل بلا شرع، ولا شرع كامل بلا عقل، قال تعالى: «وما كان لنفس أن تؤمن إلاّ بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون»، «آية 100 يونس»، ف«العقل» هو لوصف وظائف- تعتبر عليا- الدماغ البشري.. وتلك الوظائف العليا التي يكون فيها الإنسان واعياً بشكل شخصي، وأمثلتها «الشخصية، التفكير والجدل، الذاكرة والذكاء..». ü شكراً على الزفرات وكلماتها التي نراها كأنها تقرأ أفكارنا.. ولا جعل الله شراً يحكمنا.. ما دام شرعه أساس السودان.. ووفق الله صانع الخير والسلام لحكم هو الخير لأهله.. ووفقنا و«عقولنا»لاختيار صادف أهله.. آمين.