كان قد تردد قبيل إعلان الأحزاب لمرشحيها في الانتخابات، أن الدكتورة مريم الصادق ابنة زعيم حزب الأمة القومي سيتم الدفع بها للمنافسة على منصب الوالي في بحر أبيض، إلا إن ذلك لم يتم عندما أعلنت الترشيحات لنقول إن صح الاتجاه وتم التراجع عنه، قد يكون التراجع تم بحساب ضعف فرص فوزها في المناطق التي كانت في زمان مهني دوائر مقفولة للحزب، وكان السيد عندما يقدم اليها بسيارته يجري الكثيرون وراءها ليتبركوا بالتراب الذي سارت عليه، وربما جاء التعديل في أعقاب آخر زيارة للسيد الصادق مؤخراً لتلك المناطق وملاحظته بنفسه التغيير الذي طرأ على الولاءات هناك، الشئ الذي جعل منطقته بحر أبيض منطقة مفتوحة للتنافتس، بعد أن انتهى اغلاقها بفعل المتغيرات الكثيرة، التي جرت ليدخل المؤتمر الوطني المنافسة بقوة، بمرشحه لمنصب الوالي الأستاذ يوسف أحمد نور الشنبلي القانوني، الذي تقلد في عهد الإنقاذ مواقع تنفيذية وتشريعية مهمة والذي يُعد من كوادر الإسلاميين المعروفة، والذي ينتمي لقبيلة الشنابلة الممتدة، ويتمتع بقبول واسع وسط القبائل الأخرى، بما فيها تلك التي ترشح أبناء لها في مواجهته، مثل الحسانية التي يسانده عدد كبير من قياداتها وقواعدها، إضافة إلى الذكاء الذي تعامل به الشنبلي في امتصاص معارضة قيادات الوطني، الذين كانوا ينافسونه من مرشحي الولاية، الذين اختار من بينهم المركز الشنبلي، الذي جاءت مشاركة د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني في تدشين حملته قبل أيام بالولاية، إشارة إلى رهان المركز القوي عليه، ودعمه للفوز في احدى مناطق التنافس التي تحتاج إلى وحدة الوطني.. ومن هنا يصبح الشبنلي المرشح الأوفر حظاً من خلال المعطيات، خاصة بعد تغيير أوضاع الحزب الكبير في السابق (حزب الأمة)، لغيابه الطويل عن قواعده، والذي وجد بعد العودة الأرقام لم تعد هي الارقام القديمة، مثلما الوجوه ليست هي الوجوه، التي كانت تهتف من الأعماق ( لن نصادق غير الصادق) حيث جاء جيل جديد، ورحل عن دنيانا كثير من كبار السن من أصحاب الولاء الأعمى، وترك كثيرون السياسة بعد أن طال انتظارهم للمجهول، واختار كثيرون الانخراط في صفوف الوطني، في ظل عمليات التهميش التي تمت لهم من قيادة الحزب، مع نجاح المؤتمر الوطني في الاقتراب من قواعد حزب الأمة والتأثير فيها، مما يجعل فرص الشنبلي هي الأكبر والأوسع من غيره، ويضائل من فرص الآخرين من منافسيه، وأن ارتفعت أصواتهم من خلال أجهزة الإعلام هكذا يقول الواقع والوقائع.